نزل الغَنِي خالق السماء والأرض، وتَجَسَّد منك!
*افتقر بإرادته، لكي نتجاسر ونلتقي به بدالةٍ. نقتنيه فينا، ويصير غِنَانا وكنزنا.
* أخبريني يا أمي، هل أنتِ فقيرة أم غنية؟
كيف أدعوكِ فقيرة، وفي أحشائك واهب الغِنَى والمجد والسلطة؟!
وكيف أدعوك غنية، يا من لم يكن لكِ موضع تلدين فيه طفلك العجيب، فالتجأتِ إلى مذودٍ؟!
* أَغلَقَتِ البشرية أبواب بيوتها أمامكِ، وانفتح أمامكِ مذود بقر لا يصلح لسُكنَى البشرية.
بشكرٍ وفرحٍ ولدتي كلمة الله المُتجسِّد في مذودٍ. فتحوَّل الموضع إلى سماءٍ متهللةٍ.
انفتحت أبواب السماء ونزلت ملائكة تُهَنِّيء البشرية.
وترك المجوس العظماء بلدهم وتَحَمَّلوا مَشَقَّة السفر،
وجاءوا إلى المذود يسجدون ويُقَدِّمون هدايا.
ترك الرعاة قطعانهم، وجاءوا إلى هذا المذود يسجدون لابنكِ، ويُطَوِّبونكِ كملكةٍ فريدةٍ.
* أخبريني يا أمي، حين انطلقتِ على جبال يهوذا،
تسرعين إلى بيت زكريا وأليصابات تخدمينهما وتشاركينهما فرحتهما.
تُرَى أية هدية حملتيها في الطريق؟ ماذا تُقَدِّمين أيتها الفتاة الفقيرة للكاهن البار وزوجته؟
لستِ مع أبٍ وأمٍ تسألينهما، ماذا أُقَدِّم للكاهن زكريا وأليصابات وجنينهما؟
وإن وُجِدَ في بيت يوسف هدية رمزية تحملينها في زيارتك،
فهل تستطيعين أن تحملي شيئًا وأنتِ تسرعين على الجبال،
ليس لكِ جحش تمتطيه في سفركِ؟ طوباكِ يا أيتها العظيمة في غناها،
لقد حملتي ربَّ المجد في أحشائكِ، تُقَدِّمينه في بيت الكاهن التقي، فيتبارك بيته بدخولك فيه!
هَبْ لي يا رب أن أكون معها غنيًا أَحْمِلك في قلبي إلى كل بيتٍ وإلي كل نفسٍ أفتقدها،
فيتبارك الكل بك!
في تهنئتي بعيد ميلاد شخصٍ أو نواله نجاحًا في دراسته أو عمله أو زواجه أُقَدِّمَك له،
فأنت أعظم هدية؛ الكل محتاج إليك!
← ابحث في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمزيد من المقالات والكتب والصلوات...
* إذ دُعيتِ في الاحتفال بزواجٍ في قانا الجليل، ماذا قَدَّمتي للعروسين؟ (يو 2: 1-11)
انطلقتِ ومعكِ مُفَرِّح القلوب، عريس البشرية المقدسة.
هديتكِ لهما حضور ابنك ِالقدوس في العُرْسِ.
طلبتي منه أن يُفَرِّحَ قلوب كل الحاضرين. إنها أثمن من كل الهدايا التي قَدَّمها الحاضرون.
حَوَّل لهم الماء خمرًا، ليُسْكِرَهم بحُبِّه، ويَرُد عقولهم إلى الوعي عوض السُكْرِ بخمر العالم!
* أخبريني يا أمي: ما هو دوركِ عندما صُلِبَ ابنكِ من أجل خلاص العالم؟
تَسَلَّمتِ منه يوحنا ابنًا لكِ، وصرتِ أنتِ أمًا لكل من يلتصق بصليب ابنكِ! (يو 19: 26-27)
اجتاز في قلبك سيف، حين رأيتِ ابنك على الصليب، وتهلَّلت نفسكِ بخلاص العالم!
يا لكِ من فقيرة غنية! فقيرة لأن ابنك يحمل عارنا،
وغنية بأمومتك التي لا تَكُف عن السؤال من أجل خلاص كل إنسانٍ!
* كم كنتُ أشتهي أن أكون بين المؤمنين بعد صعود ابنكِ؟
لم يروكِ حزينة لانطلاق ابنكِ إلى سماواته، بل متهللة، لأن قلبكِ وقلوبهم ارتفعت معه.
يتطلَّع الكل إليكِ فيغرفون من كنوز السماء، ويستخفُّون بملذَّات العالم.
اشفعي فيَّ يا أمي لأصير معكِ فقيرًا، كأن لا شيء لي، وغنيًا أَمْلُك كل شيءٍ!
طفلكِ المُشتاق إلى الانطلاق إليكِ
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/mary-3-mother-of-god/poor.html
تقصير الرابط:
tak.la/c33vfzf