عجيبة أنتِ يا أمي في صمتكِ المقدس، كما في كلامك الأثمن من اللآلئ!
*تُرَى هل أَدعوكِ الكارزة بالسكون؟ أم مُعَلِّمة الأجيال؟
* نلتِ أعظم عطية عرفها التاريخ، وسمعت عنكِ السماء، وأنتِ بعد صبية.
لم تنطقي بكلمة مع رجلك البار والبتول، ولم تُبَرِّري الحَمْل الذي صار في أحشائك.
نلتِ الكنز الإلهي واحتفظتِ به في قلبكِ. أشبع قلبك وفكرك وحواسك وعواطفك،
فلم تجدي وقتًا للحديث مع إنسانٍ.
تحوَّلَت أعماقكِ إلى سماء ثانية، فلم ينقصكِ شيء.
* صمتت أمكِ حواء حين تكلمت الحية، لتسمع منها التجديف على الله.
وحين فتحت لسانها للحوار، شاركت إبليس تجديفه. أخطأت في صمتها، وأخطأت في حوارها!
أما أنت، حواء الجديدة، ففي صمتك كان قلبك في حوارٍ دائم مع إلهك.
وفي حديثك مع رئيس الملائكة صرتِ مُعَلِّمة العالم عن سرِّ الثالوث القدوس، وسرّ الخلاص.
← ابحث في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمزيد من المقالات والكتب والصلوات...
* في زيارتك لنسيبتكِ انفتح فمك بكلمة "سلام!"، فسمع الجنين يوحنا صوت سلامك،
وقَدَّم تسبحة صامتة بارتكاضه مُبتهِجًا في أحشاء أمه.
صمتكِ يحملنا إلى عربون السماء، وكلماتكِ تكشف لنا الأسرار الإلهية.
صعد ابنك إلى السماء، وترككِ وسط الرسل والتلاميذ، ليذوقوا بِصَمْتِك عربون الأبدية.
* وهبني إلهي فمًا وحنجرة ولسانًا لأتكلم بما يليق بي كابنٍ له. ووهبني شفتين أغلقهما لحراسة الفم.
اذكريني كي أتعلم متى أتكلم ومتى أصمت!
أمي، كم تشتهي نفسي أن أقتدي بكِ، من يهبني الفرح، فأترنم معكِ: تبتهج نفسي بالله مخلصي.
عدو الخير يحاول أن يُحَطِّم نفسي باليأس مع القلق، اطلبي أن ألتصق بالرب،
يهبني الرجاء المحيي، فأرتمي في أحضانه. أَترقَّب بابتهاج إكليلي الذي يُعده لي.
طفلكِ المشتاق إلى اللقاء معكِ
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/mary-3-mother-of-god/tongue.html
تقصير الرابط:
tak.la/ffav63m