في البشارة حيَّا الملاك جبرائيل القديسة مريم بهذه الكلمات: "السلام (شيريه) لكِ أيتها الممتلئة نعمة، الرب معكِ، مباركة أنتِ في النساء".
لم تكن هذه بالتحية العادية كقول "يوم سعيد"، ولا حملت معنى "سلام" أو "شالوم"، إنما حملت كمال معنى الفرح، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فإن الكلمة اليونانية السلام هنا "شيريه Χαῖρε". وقد ورد الفعل (شيرو) في الترجمة السبعينية للعهد القديم حوالي ثمانين مرة، تُرجم نصفها "يفرح"، والنصف الآخر استخدم للتعبير عن فرح شعب الله بعمل مثير يمسّ خلاصهم[118]. استخدم بعض أنبياء العهد القديم ذات التحية موجهة إلى ابنة صهيون يسألونها أن تفرح جدًا وتصرخ علانية، معلنين لها الخلاص الذي يتحقَّق بواسطة المسيَّا.
"ترنمي يا ابنة صهيون، اهتفي... افرحي (شيري) وابتهجي من كل قلبكِ يا ابنة أورشليم. الرب إلهكِ في وسطكِ جبار، يخلص..." (صف 3: 14، 17).
"ابتهجي (شيريه <ere) جدًا من كل القلب والنفس يا ابنة صهيون هوذا ملككِ يأتيكِ... ويسكن في وسطكِ" (زك 9: 9 إلخ.). هوذا الملاك يُحيِّي ابنة صهيون الحقيقية، القديسة مريم، ويدعوها إلى فرح قلبي داخلي، سرّه تجسد المسيا، مُخَلِّصها وإلهها، في داخلها، فقد تمتَّعت بالأمومة لابن الله.
يتجلَّى سرّ فرح القديسة مريم الذي نالته في لحظات التجسد بكل وضوح في الليتورجيَّات القبطية وتسابيحها وفنونها، الأمر الذي نعود إليه في الفصل الأخير.
_____
[118] McHaugh, P. 39.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/mary-1-orthodox-faith/joy.html
تقصير الرابط:
tak.la/8bv5gcn