محتويات: (إظهار/إخفاء) |
ولا تدخلنا في تجربة لكن نجِّنا من الشرِّير |
لقد تحدَّثنا كثيرًا عن الخطايا التي سبق أن ارتكبناها، ولكن بماذا نصلِّي لأجل الخطايا المقبلة؟
اغفر لنا ذنوبنا التي ارتكبناها، وهبنا أيضًا ألاَّ نخطئ بعد بأية خطيَّة. لأن من يُغلب من التجربة يسقط في الخطيَّة. لهذا يقول الرسول يعقوب: "لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ الله، لأَنَّ الله غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا. وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطيَّة، وَالخَطيَّة إِذَا كَمُلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا" (ع 1: 13-15). فإذ لا تنجذبون إلى الشهوة لا تقبلونها، فإن قبلتموها تكونون كما لو كنتم تحتضنوها بقلوبكم.
إن الشهوة تثور، فاضبطوا أنفسكم ولا تتبعوها. أنَّها نجسة ومحرَّمة. أنَّها تفصلكم عن الله. فعليكم ألاَّ تحتضنونها بقبولكم لها، لئلاَّ تلد، لأنَّه إن قبلتموها أي احتضنتموها حبلت، و"الشهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطيَّة". ألا تخافوا من أن تلد خطيَّة؟! " وَالْخَطيَّة تُنْتِجُ مَوْتًا". فإن لم تخافوا من الخطيَّة، خافوا من عاقبتها، أيّ خافوا من الموت. الخطيَّة حلوة، ولكن الموت مرّ. إنَّكم تخطئون بسبب المال أو لمركز عالمي أو بسبب امرأة، أو أي شيء آخر، هذه التي ستتركونها متى أغلقتم أعينكم للموت، وأما الخطيَّة التي ترتكبونها فستحملونها معكم بعد الموت.
الله لا يجرِّب أحدًا بالتجارب التي ننخدع بها ونضلّ، ولكنَّه في عمق عدله يسمح بلا شك أن يتخلَّى عن البعض، فيجد المجرب فرصته، لأنَّه لا يجد في الإنسان الذي تخلَّى عن الله أية مقاومة. فإذ يتخلَّى الله عنهم يتقدَّم المجرِّب كمالك لهم. لهذا نقول: "لا تدخلنا في تجربة" أي لا تتخلَّ عنَّا.
ماذا يعلِّمنا الرسول يعقوب؟ أن نحارب شهواتنا. فإنَّكم مزمعون أن تطرحوا خطاياكم بنوالكم سرّ العماد المقدَّس، ولكن مع ذلك تبقى شهوات تحاربون إيَّاها بعد تجديدكم، لأن الصراع معها سيزال قائمًا(8).
لا تخافوا من أي عدوّ خارجي. انتصروا على أنفسكم، فتغلبوا العالم كلُّه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لأنَّه ما هو سلطان المجرِّب الخارجي عليكم، سواء أكان الشيطان أو خادمه؟! فمن يبث أمامكم محبَّة الربح لإغرائكم بالخطيَّة لن يجد في داخلكم الطمع، عندئذ لا يستطيع أن يفعل بكم شيئًا، أمَّا إن وُجد فيكم الطمع فستحترقون عندما يغريكم بالربح، وبذلك يصطادكم بطُعمٍ فاسدِ.
وإن قدَّم العدوّ أمامكم نساء فائقات الجمال، فإن كانت العفَّة في داخلكم، فستغلبون العدوّ المظلم الخارجي. حاربوا شهواتكم الداخليَّة فلا يستطيع العدوّ أن يقتنصكم بطُعم امرأة غريبة.
إنَّكم لا تدركون عدوَّكم، لكنَّكم تدركون شهواتكم... إذن فلتسيطروا على شهواتكم التي تلمسوها داخلكم.
لنفهم هذه العبارة على أنَّها مكمِّلة للعبارة: "لا تدخلنا في تجربة"، لذلك عطفت بحرف "لكن". تُفهم العبارتان على أنَّهما طلبة واحدة، فبنجاتنا من الشرِّير لا ندخل في تجربة، وبعدم إدخالنا في تجربة ننجو من الشرِّير.
_____
(8) عالج القدِّيس هذا الأمر بتوسُّع في كتاب "العفَّة".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/lords-prayer/lead-us-not-into-temptation.html
تقصير الرابط:
tak.la/yygzx9q