محتويات: (إظهار/إخفاء) |
أهميَّة الصلاة
الربانيَّة ملاحظات في الصلاة 1. لنعلم ممَّن نطلب وماذا نطلب 2. الاهتمام بالتقوى لا بكثرة الكلام |
الترتيب الموضوع لكم هو لبنيانكم، إذ يطلب منكم(1) أن تتعلَّموا أولًا ما تؤمنون به (قانون الإيمان)، ثم بعد ذلك تسألون الله وتدعونه (الصلاة الربانيَّة). فيقول الرسول: "لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص" (رو 10: 12. انظر يؤ 2: 32). هذا النص اقتبسه الرسول بولس الطوباوي من يوئيل النبي الذي تنبَّأ عن هذه الأيَّام التي دعا فيها الله كل البشر. وقد أضاف الرسول: "فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ. وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟ وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟" لهذا أرسل المبشِّرين يكرزون بالمسيح. إذ سمعهم الناس آمنوا، وبإيمانهم دعوا الله، لهذا تعلَّمتم أولًا ما تؤمنون به (أي قانون الإيمان) واليوم تتعلَّمون أن تدعوا ذاك الذي تؤمنون به.
لقد تعلَّمتم قانون الإيمان الذي يحوي موجزًا مختصرًا لقواعد إيمانكم السامية، موجزًا من جهة الألفاظ، وساميًا من جهة محتوياته. وأما الصلاة الربانيَّة التي تتسلَّمونها الآن فلتتعلَّموها بقلوبكم، ولتكرِّروها في الثمانية أيَّام، فكما سمعتم في الإنجيل أن الرب نفسه قد لقَّن هذه الصلاة لتلاميذه، ونحن بدورنا تسلَّمناها منهم إذ "في كل الأرض خرج منطقهم" (مز 19: 4).
لقد علّم ابن الله ذاته تلاميذه ومؤمنيه هذه الصلاة، لذلك لنا رجاء عظيم في الفوز في القضيَّة مادام لنا مثل هذا الشفيع الذي يلقِّننا ما نطلبه. إنَّه الديان الجالس عن يمين الآب كما تعرفون، هو شفيعنا وفي نفس الوقت هو الذي سيديننا، لذلك تعلَّموا هذه الصلاة.
ينبغي على المصلِّي أن يحذر أمرين:
أ. أن يسأل ممَّن لا ينبغي أن نطلب منه. فلا يجوز لنا أن نطلب من الشيطان أو الأوثان أو الأرواح الشرِّيرة، بل نطلب كل شيء من الرب إلهنا يسوع المسيح، لنطلب من الله أب الأنبياء والرسل والشهداء.
ب. لنحذر من أن نطلب ما لا يجوز طلبه، فماذا ينفعكم لو طلبتم من الله الآب السماوي موت أعدائكم؟! ألم تسمعوا عمَّا ورد في المزمور متنبئًا عن نهاية يهوذا الخائن المؤلمة إذ يقول: "وصلاته فلتكن خطيَّة" (مز 109: 7). فإن طلبتم الإثم لأعدائكم، فصلاتكم تكون خطيَّة عليكم(2).
لقد نهانا ربَّنا عن كثرة الكلام، حتى لا تُقدَّم له كلمات كثيرة كما لو كنَّا نعلمه بكلامنا. لذلك لا تحتاجون في الصلاة إلى الكلام بل إلى التقوى. "لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه" (مت 6: 8)، ولئلاَّ يشك أحد فيقول: إن كان الله يعلم ما نحتاج إليه، فما الداعي إلى الصلاة سواء كانت بكلمات كثيرة أو قليلة؟! نعم أنَّه يعلم كل ما نحتاج إليه، ولكنَّه يريدكم أن تصلُّوا حتى يهبكم حسب اشتياقكم فلا تستخفُّوا بعطاياه، ناظرين إلى أنَّه قد وضع فينا هذه الصلاة لتكون أساسًا ونموذجًا لإشتياقاتنا، فلا نطلب شيئًا غير ما ورد فيها.
_____
(1) يحدِّث الموعوظين المتأهِّبين للعماد في أسبوع "التناصير" قبل عيدي القيامة والشعانين.
(2) تحدَّث بعد ذلك كيف أن الصلاة ضدّ الأعداء في العهد القديم كانت إعلان عن كراهيَّة الخطيَّة وهي نبوَّة عمَّا يحدث للأعداء الأشرار.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/lords-prayer/faith.html
تقصير الرابط:
tak.la/vsmq3qb