محتويات: (إظهار/إخفاء) |
1. لنصلِّي بدالة البنوَّة 2. المسيح أخونا الأكبر 3. لنسلك كأبناء الله 4. جميعنا إخوة 5. التطلُّع إلى السماويَّات |
يقول: "فصلُّوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السماوات"، ففي قوله هذا نرى أن الله صار أبًا لنا. إنَّه يكون أباكم متى وُلدتم (بالمعموديَّة) ولادة جديدة. فالآن (وأنتم على أهبَّة العماد) قبل ميلادكم الجديد، قد حُبل بكم بزرع الله. إنَّكم على وشك الوجود حيث تُجلبون إلى جرن المعموديَّة رحم الكنيسة.
تذكَّروا أن لكم أبًا في السماوات، تذكَّروا إنَّكم وُلدتم من أبيكم آدم للموت، وأنَّكم تولدون مرَّة أخرى من الله الآب للحياة – فما تصلُّون به قولوه بقلوبكم.
علَّمنا ابن الله ربنا يسوع المسيح هذه الصلاة، وبالرغم من كونه الرب نفسه، كما سمعتم وردَّدتم في قانون الإيمان قائلين: "ابن الله الوحيد"، ومع هذا فقد وهبنا أن نكون إخوة له(3). فمن هو هذا الذي يريدنا أن ندعوه أبًا لنا سوى أبوه هو؟!
عندما ينجب الآباء ابنًا أو اثنين أو ثلاثة يخشون من أن ينجبوا بعد ذلك، من العوز. وأمَّا ميراثنا نحن فكبير، لن يتأثَّر نصيب كل منَّا مهما ازداد عدد الوارثين. لهذا دعا الرب كل الشعوب ليكونوا إخوة له بلا عدد. هؤلاء يقولون: "أبانا الذي في السماوات". انظروا كم أخ صار للابن الوحيد بواسطة نعمته، يشاركون من مات لأجلهم في الميراث؟!
لنا والدان قد ولدانا على الأرض للشقاء ثم نموت. لكنَّنا وجدنا والدين آخرين، فالله أبونا والكنيسة أمِّنا، ولدانا للحياة الأبديَّة.
لنتأمَّل أيها الأحبَّاء أبناء من قد صرنا. لنسلك بما يليق بأبٍ كهذا، انظروا كيف تنازل خالقنا ليكون أبًا لنا؟!
لقد وجدنا لنا أبًا في السماوات، لذلك وجب علينا الاهتمام بسلوكنا ونحن على الأرض، لأن من ينتسب لأبٍ كهذا ينبغي عليه السلوك بطريقة يستحق بها أن ينال ميراثه.
لقد بدأتم تنتسبون إلى عائلة عظيمة، وبهذا النسب يصير الكل إخوة: السيِّد والعبد، القائد والجندي، الغني والفقير الخ. للمسيحيِّين آباء أرضيُّون مختلفو الرتب والطبقات، فمنهم من هم نبلاء، ومنهم المُزدرى بهم، ومع هذا فجميعهم يدعون أبًا سماويًا واحدًا، جميعهم يقولون: "أبانا الذي في السماوات"، فهل فهموا أنَّهم إخوة؟! فلا يستنكف السيِّد من أن يعتبر العبد أخًا له، ناظرًا إلى أن الرب يسوع وهبه أن يكون أخًا له.
يا من وجدتم لكم أبًا في السماوات، امتنعوا عن الالتصاق بالأمور الأرضيَّة، إذ اقترب الوقت الذي فيه تقولون: "أبانا الذي في السماوات".
إن كان أبونا في السماء، فهناك أيضًا يُعدّ لنا الميراث، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. إنَّه يعطينا إمكانيَّة امتلاك ما قد وهبنا معه. فقد وهبنا ميراثًا لا نرثه بعد موته (كما هو الحال في العالم)، فأبونا حيّ لا يموت، وسيبقى إلى الأبد هناك حيث نذهب عنده.
_____
(3) لا يعني هنا بنوَّتنا للَّه كبنوة ابن اللَّه الوحيد، فبنوَّته طبيعية لا يشاركه فيها أحد، وأما نحن فقد أنعم علينا بالتبنِّي، أي تنازل وقبِلنا نحن عبيده لنكون أبناءً له.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/lords-prayer/our-father.html
تقصير الرابط:
tak.la/p4mb93q