محتويات: (إظهار/إخفاء) |
في رفضهم عصيان لوصايا
الله عمل الكنيسة أن تحل الكنيسة تحل جميع الخطايا يسوع يفتح أبواب الرجاء |
يقولون إنه يجب ألاَّ نقبل منكري الإيمان في الجماعة مرة أخري، إذ دنسوا المقدسات، الأمر الذي يستثنيهم من نوال الغفران. وبالتالي يجب أن نقسو عليهم.
إنهم بهذا الزعم ينقضون الوحي الإلهي، متمسكين بتعاليم خاصة، لأن الرب إذ غفر الخطايا لم يستثنِ منها شيئًا.
لقد حسبوا بعلمهم هذا أنهم يعطون الرب مهابة عظيمة... لكن الحقيقة أنه لن يوجد من يسئ إلى الله مثلهم، إذ أساءوا إلى وصاياه، وازدروا بوظيفتهم (ككهنة لله). لأنه إذ قال الرب يسوع نفسه في الإنجيل: "اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (لو 20: 22، 23)، لذلك فمن يكرم الرب يطيع هذه الوصية ولا يعصاها.
تستند الكنيسة في طاعتها لهذه الوصية على كلا جانبيها، الرَّبْط والحِل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. أما هرطقة نوفاتيوس فهي من جهة قاسية على الخطاة، ومن جانب آخر غير مطيعة لهذه الوصية. إذ تريد أن تربط ولا تحل ما تربطه. وهي بهذا تحكم على نفسها بنفسها، لأن الرب يريد تساوي السلطانين وتقديسهما بطريقة متشابهة، فمن ليس له سلطان للحل، يكون بلا سلطان للربط أيضًا. أما من يكون له سلطان الربط، فيكون له سلطان الحل أيضًا كقول الرب.
بهذا حكموا على فساد تعليمهم، إذ بإنكارهم سلطان الحل أنكروا سلطانهم للربط أيضًا...
ماذا أقول أيضًا عن عجرفتهم المتزايدة؟! فإن إرادتهم تناقض روح الرب الذي يميل إلى الرحمة لا إلى القسوة... إنهم يفعلون ما لا يريده. لأنه وهو الديان ومن حقه أن يعاقب، نجده برحمته يعفو...!
يقولون أنه باستثناء الخطايا الكبيرة، تعطي حلًا عن الخطايا الصغيرة...
الله لم يصنع مثل هذا التمييز، بل وعد بمراحمه للجميع، واهبًا كهنته سلطانًا أن يحلوا جميع الخطايا بلا استثناء... فأي ضلال هذا، أن تدعوا لأنفسكم ما يمكن أن تحلَّوه من الخطايا، ناسبين إلى الرب الخطايا التي لا تُحل. بهذا تنسبون لأنفسكم الرحمة وللرب القسوة...!
إنه يجب أن نعرف أن الله إله رحمة، يميل إلى العفو لا إلى القسوة. لذلك قيل: "أريد رحمة لا ذبيحة" (هو 6: 6)، فكيف يقبل الله تقدماتكم يا من تنكرون الرحمة، وقد قيل عن الله إنه لا يشاء موت الخاطئ مثل أن يرجع (حز 18: 32)؟!
وتفسيرًا لهذه الحقيقة يقول الرسول: "فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد، لكي يتم حكم الناموس فينا" (رو 8: 3، 4)...
إن كان حديثنا السابق يكشف عن ميل الرب يسوع إلى الرحمة فلنتركه الآن يحدثنا بنفسه... فإنه عندما قال: "فكل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضًا به قدام أبى الذي في السماوات" (مت 10: 32، 33).
عندما تكلم عن المعترفين به قال: "كل من" أما عند حديثه عن حالة الإنكار فلم يذكر كلمة "كل"... ففي حالة الجزاء المفيد وعد به جميع المعترفين به، أما عند العقاب فلم يهدد الكل...
هذا لم يكتبه إنجيل ربنا يسوع المسيح الذي لم يسجله "متى" فقط، بل وسجله "لوقا" أيضًا (12: 8، 9) حتى نتأكد أن ما كُتب لم يكن بمحض الصدفة...
لنتأمل الآن معنى قوله "كل من يعترف بي قدام الناس". إنه يقصد من يعترف به أيّا كان عمره، وأيّا كان حالة، دون أي استثناء. أما في الإنكار فلم تذكر عبارة مشابهة...
يقول داود النبي: "هل إلى الدهور يرفض الرب؟!... هل انتهت إلى الأبد رحمته؟!... هل نسى الله رأفته أو نزع برجزه مراحمه؟!" (مز 77: 7-9). هذا هو ما يعلنه لنا النبي بينما يصر أولئك عن إنكار مراحم الله!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/kindness-with-sinners/deniers.html
تقصير الرابط:
tak.la/2hgwkz5