كيف يهاجم المجد الباطل الراهب من اليمين ومن الشمال
من يصبو أن يسير قدمًا في الطريق الملكي "بسلاح البر لليمين ولليسار"، ينبغي وفق تعليم الرسول أن يمر "بمجد وهوان، وبصيت رديء وصيت حسن" (2كو6: 7، 8)، وبعناية لتوجيه مجراه المستقيم وسط أمواج التجارب المتلاطمة. وبحذر نمسك بالدفة، ويهب روح الرب وينشر عبيره من حولنا، مادمنا نعلم أننا إذا انحرفنا قليلاً نحو اليمين أو اليسار سرعان ما تتحطم سفينة حياتنا فوق الصخور الوعرة.
لذلك حذرنا سليمان الحكيم قائلاً: "لا تَمِل يمنة ولا يسرة" (أم27:4). بمعنى لا تمتدح فضائلك أمام نفسك. أو تزهو بإنجازاتك الروحية من اليمين، ولا تتحول إلى طريق الرذائل نحو الشمال، وتختار من هذه الرذائل لنفسك، وباستخدام كلمات الرسول: "فخرًا في خزيك" (في19:3).
لأنه حين لا يستطيع إبليس أن يصطنع المجد الباطل في إنسانٍ عن طريق حسن هندامه وأناقة لباسه، يحاول اصطناعه عن طريق زيّ أشعث ولباس قذر مهمل. إذا لم يستطع أن يسقط إنسانًا بالفخر يسقطه بالاتضاع. وإذا لم يستطع أن يدفعه للتعالي بنعمة المعرفة والفصاحة يسحبه إلى أسفل تحت ثقل الصمت. وإذا صام إنسان علانية هاجمه كبرياء الزهو والغرور، وإذا أخفاه احتقارًا لما يسفر عنه من فخار وقع فريسة لخطية الكبرياء ذاتها. وكي لا تدفعه وصمة المجد الباطل فإنه يتجنب إطالة الصلوات على مرأى من الإخوة، لكن لأنه يمارسها سرًا، دون أن يشعر به أحد لا ينجو من كبرياء الزهو.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-vainglory-attacks.html
تقصير الرابط:
tak.la/jm3xffq