في السلطة التي تحمي تحتها أولئك الذين يعترضون على التخلي عن ممتلكاتهم
هؤلاء إذن يحاولون أن يفتعلوا قضية لجشعهم الأصيل، مستخدمين بعض نصوص الكتاب المقدس، التي يفسرونها ببراعة خبيثة. ولتحقيق رغباتهم الخاصة أن يطوِّعوا ويحرِّفوا قولاً للرسول أو آخر للرب نفسه، ولا يشكلون حياتهم وفهمهم للكتاب المقدس بل يجعلون معنى الكتاب يتشكل حسب رغبات شهواتهم، وموافقًا لوجهة نظرهم. يقولون بأنه مكتوب: "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أع35:20)، وبتفسير بالغ الخطأ لهذا النص يظنون أن في مقدورهم أن يضعفوا من قوة قول الرب: "إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني" (مت20:19). يظنون أنهم تحت هذا الظل لا يحتاجون أن يحرموا أنفسهم من غناهم، مصرحين بأنهم سيكونوا أكثر غبطة دون شك، إذ يعطون من فضلاتهم، مما هو أصلاً ملك لهم، متعالين على أن يقتنوا عملاً يدويًا، وأن يتناولوا طعام الدير المتواضع. مثل هؤلاء يجب أن يعلموا أنهم يخدعون أنفسهم. إنهم لم ينبذوا العالم حقًا، ماداموا لا يزالون متعلقين بغناهم. أما إذا كانوا يريدون حقًا وصدقًا أن يقوموا بممارسة الحياة الرهبانية، فعليهم أن يتخلوا ويهجروا جميع هذه الأشياء ولا يحتجزوا لأنفسهم أي شيء مما نبذوه فيتمجدون مع الرسول "في جوع وعطش وفي برد وعرى" (2 كو27:11).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-greed-authority.html
تقصير الرابط:
tak.la/4m6hkx9