في الفرق بين إنسان ينبذ العالم بطريقه رديئة
وآخر لا ينبذه على الإطلاق
إن ثمة اتهامًا موجهُا بطريقة خفية، في سفر التثنية، إلى أولئك الذين يقولون انهم قد نبذوا هذا العالم، وبعد ذلك ينهزمون بنقص الإيمان، إذ يخشون ضياع ممتلكاتهم الأرضية، ونصه كما يلي: "من هو الرجل الخائف والضعيف القلب، ليذهب ويرجع إلى بيته، لئلا تذوب قلوب إخوته مثل قلبه" (تث 8:20)... أية شهادة يحتاج إليها المرء أكثر وضوحًا من هذه؟... أليس من الواضح أن الكتاب المقدس يؤثر ألا يقدموا على هذا العهد، حتى في أول مراحله، أو أن يحملوا اسمه، لئلا يصبحوا قدوة سيئة تغري غيرهم على الانحراف عن كمال الإنجيل المقدس، ويضعفوهم بفزعهم الذي يعوزه الإيمان.
لهذا فالأمر موجه إليهم في صراحة بالانسحاب من القتال والعودة إلى منازلهم، لأنه ما من أحد يستطيع أن يشترك في معركة الرب وله رأيان، ذلك لأن "رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه" (يع 8:1). يلزم التفكير في المثل الذي ورد في الإنجيل (لو 30:14، 31). عن ذاك الذي يذهب بعشرة آلاف رجل ضد ملك يأتي بعشرين ألفًا، قد لا يستطيع مقاتلته، عليه - ما دام ذلك بعيدًا أن يسأل ما هو للصالح. بمعنى انه من الأفضل لهم ألا يأخذوا حتى الخطوة الأولى في طريق ترك العالم، أفضل من أن يورطوا أنفسهم في أخطار أشد، بعد خروجهم إلى هذا الطريق متراخين غير متحمسين، لأنه "لا تنذر خير من أن تنذر ولا تفي" (جا 4:5 ). أدق نص هو الذي يصف من يأتي بعشرة آلاف لملاقاة آخر بعشرين ألفًا، لأن عدد الخطايا التي تهاجمنا أكثر من الفضائل التي تقاتل عنا. والواقع انه "لا يستطيع إنسان أن يخدم اللَّه والمال" (مت 24:6)، وكذلك "ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت اللَّه" (لو 62:9).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-greed-reject-the-world.html
تقصير الرابط:
tak.la/xaj2t2y