الفصل الثاني والعشرون
يلزمنا أن نمارس الزهد الجسدي لعلنا نبلغ إلى الصوم الروحي
هكذا نعلم أنه علينا أن نهتم بالزهد الجسدي الذي به نبلغ إلى نقاوة القلب، وإلا نكون قد تعبنا باطلا. إن اجتهدنا بلا كلل لبلوغ الزهد الجسدي وحده يكون قد فاتنا الذي لأجله تحملنا كل هذا العناء. فالأجدر بنا أن نمتنع عن طعام الروح المحرم، وليس أن نصوم بالجسد عن أشياء غير ضارة ولا تهم في كثير أو قليل.
لأنه في الحالة الأخيرة لا يوجد خطأ أو ضرر لإنسان الله إذا استعملها بالطريقة البسيطة المعتدلة، أما في الحالة الأولى فهناك خطر، ألا وهو القابلية لاغتياب الإخوة. هذا الذي قيل عنه: "لا تحب اغتياب قريبك لئلا تنزع جذورك" (أم 20: 13 الترجمة السبعينية). أما بخصوص الغضب والغيرة فيقول الطوباوي أيوب: "لأن الغيظ يقتل الغبي، والغيرة تميت الأحمق" (أي 2:5). نلاحظ أن الأول دُعي بالغبي، والثاني بالأحمق (كطفل). هذه التسمية للأول ليست عن غير استحقاق لأنه يعد هكذا غبيًا، لأنه يجلب على نفسه الموت بإرادته الخاصة، إذ ينخس بوخزات الغضب، أما الأخير فبحسده للآخرين يثبت حمقه كطفل ضئيل، لأنه في حسده للآخرين يغتاظ لتفوقهم فيظن أنه أقل من الآخرين مع أنه في الواقع هو متفوق عليهم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/8rw67nb