St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

415- المؤسسات عن روح النهم أو الشره: الفصل الحادي والعشرون: عن السلام الداخلي للراهب والزهد الروحي

 

St-Takla.org Image: Some saints (image 110), monks, fathers - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: بعض الآباء القديسون (صورة 110)، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: Some saints (image 110), monks, fathers - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: بعض الآباء القديسون (صورة 110)، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

الفصل الحادي والعشرون

عن السلام الداخلي للراهب والزهد الروحي

 

لا نخشى عدوًا خارجياَ، فخصمنا مختف داخلنا! توجد حرب داخلية تثور داخلنا يوميًا، إن قهرناها تضعف أمامنا كل الأمور الخارجية، ويخضع ويستسلم كل شيء لجندي المسيح!

إذا ما خضع كل ما بداخلنا للروح لا يكون لنا عدو نخشاه. وعلينا ألا نفتكر أن هذا الصوم الخارجي عن الطعام المرئي وحده يكفي لإدراك كمال القلب وطهارة الجسد إن لم يرافقه ويتحد به صوم النفس.

 للنفس أيضًا طعامها الضار الذي يسبب تخمة، وان كان ليس بسبب كثرة اللحم، تؤدي إلى السقوط في الشهوات.

 تشويه السمعة (أي القذف) هو إحدى أنواع طعام النفس المحببة جداَ.

 الانفجار في الغضب أيضًا طعام لها، حتى وان كان بسيطًا، فهو يمدها بالطعام الكريه لساعة ويحطمها أيضًا بمذاقه المميت.

الحسد طعام للعقل يفسده بشرابه المسموم، ولا يكف عن جعله بائسًا وحزينًا عند نجاح الآخرين وازدهارهم.

المجد الباطل هو طعام النفس الذي يبهجها إلى حين بوجبة شهية، لكنه يجردها فيما بعد ويسلبها كل فضيلة، ويتركها عاقرًا، وخالية من أي ثمر روحي، فيجعلها لا تفقد مكافأة أعمالها العظيمة فحسب، بل تجلب على نفسها عقابًا أشد.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

كل شهوة وضلال مخادع للقلب هو نوع من الطعام للنفس، تقوتها كأنه لحم ضار، لكنه يتركها فيما بعد محرومة من نصيبها من الخبز السماوي والطعام القوي بالحقيقة.

إذًا لو جمعنا كل ما فينا من قوة، وامتنعنا عن كل هذا بصوم مقدس تام، عندئذٍ تكون مواظبتنا على صوم الجسد مفيدة ومربحة لنا أيضًا.

تعب الجسد حين يصاحبه ندم الروح على الخطية يكون بمثابة ذبيحة مقبولة مرضية أمام الله، ويصير موضعًا يليق بالقداسة، أي يحمل القلب الطاهر النقي. ولكن إن صاحب صوم الجسد انغماس في رذيلة النفس الخطيرة لن ننتفع من إذلال الجسد أيا كان.

حين يكون الجزء النفيس فينا (النفس) مدنسًا، نخطئ بذلك إلى الموضع الذي يسكنه الروح القدس بالفضيلة. لأن القلب النقي هو موضع سُكنى الله وهيكل الروح القدس وليس الجسد الفاسد.

إذًا علينا عند صوم الإنسان الخارجي أن نمنع الإنسان الداخلي من الطعام الضار به. هذا الإنسان الداخلي بالذات هو الذي يحثه الرسول الطوباوي فوق كل شيء ليقدم قلبًا طاهرا أمام الله، حتى يوجد مستحق لاستقبال المسيح للسُكنى في داخله، قائلا: "ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم" (أف 3: 17،16)


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-gluttony-inner-peace.html

تقصير الرابط:
tak.la/wa6q98b