نعرف أخًا، لو كان في ذِكر اسمه ما يفيد لذكرناه، على الرغم من بقائه في الدير والتزامه بتسليم وكيل الدير يوميًا قدرًا معينًا من الإنتاج، فإنه خشية أن يُساق إلى مزيد من هذا الإنتاج، أو أن يلحقه العار من مقارنته بأخ آخر يتفوق عليه في عمله وغيرته، كان لدى رؤيته أي شخص انضم للدير حديثًا، وراح يتفانى في العمل بدافع من حرارة إيمانه ليزيد القدر المبيع من إنتاجه، يغريه في الخفاء بالإقلال من إنتاجه. فإذا فشل في مقصده، عمد على إغوائه بالنصيحة الفاسدة والهمسات المشبوهة كي يهجر الدير. ولكي يسهل عليه التخلص منه يزعم أنه هو أيضًا سيترك الدير بغير رجعة بسبب ما لاقاه فيه من تعسف وعنت، وأنه لم يعطله عن ذلك سوى حاجته إلى أخ مثله يرافقه في رحلته. وحالما ينال موافقته بتملقه إياه وطعنه الخفي في الدير وإدارته يقوم بترتيب وتحديد وقتٍ معينٍ لهجر الدير، وكذلك المكان الذي لا بد أن يسبقه إليه وينتظره فيه، ثم يتركه هناك وحيدًا، حيث ينكشف أمره، ويلحقه العار لإقدامه على هذا القرار، فلا يجسر على العودة إلى الدير الذي هرب منه، والذي تخلف عنه من كان علة بليته.
يكفي أن أسوق هذا المثال الوحيد لهذا الطراز من الرجال لكي يأخذ المبتدئون حذرهم، ولتوضيح ما يسفر عن الكسل من شرور في عقل أي راهب، وكيف "أن المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة" (1كو29:15).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-boredom-lazy-brother.html
تقصير الرابط:
tak.la/h4kdmz5