الفصل الأول
في رابع قتال لنا لا بُد من استئصال سم الغضب القاتل من أعماق نفوسنا. فإنه ما دام له وجود في قلوبنا، طامسًا بظلامه المؤذي عيون نفوسنا، لا نستطيع أن نحرز الحكمة، ولا يكون لنا الحكم السليم على الأمور. ولا ننال البصيرة النفّاذة التي تنبعث من التفرس الأمين أو المشورة الصالحة المختبرة.
كما أننا لن نستطيع أن نكون شركاء في الحياة، أو داعين للبر، أو حتى يكون لنا قدرة على تلقي نور الروح الحقيقي، لأن أعيننا، على حد قول أحد الناس، يربكها ظلام الغضب.
كذلك لن نستطيع أن نكون شركاء في الحكمة، حتى إن أجمع الناس على اعتبارنا حكماء، لأن "الغضب مستقر في حضن الجهال" (جا: 10:7 ).
ولا نستطيع إدراك الحياة الخالدة على الرغم من اشتهارنا بالحصافة بين الناس، لأن "الغضب يهلك ذوي الحصافة" (أم 2:15).
أيضًا لن يتيسر لنا بعدالة القلب الصافية إحراز قوة البر الضابطة حتى ولو كنا كاملين طاهرين في نظر الجميع، لأن "غضب الإنسان لا يصنع برّ الله" (يع 20:1).
كذلك لن نستطيع على أي وجه أن ننال التقدير والإجلال اللذين نشاهدهما كثيرًا حتى في أبناء العالم، إن كنا بمولدنا من طبقة الأشراف والنبلاء، لأن "الإنسان الغاضب محتقر" (أم 23:11).
أيضًا لن نستطيع إحراز الفكر الناضج حتى لو توهم الناس أننا ذوو أهمية بالغة، لأن "السريع الغضب يعمل بالحمق" (أم 27:4). كما لا نستطيع التخلص من القلاقل الخطرة أو ننجو من الخطية حتى إن لم تحل بنا أية قلاقل من الآخرين، لأن الرجل الغضوب يهيج الخصام والرجل السخوط كثير المعاصي" (أم 29:22).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-anger-fourth-struggle.html
تقصير الرابط:
tak.la/br5qxgy