إنك تظن أننا نلنا كمال إنساننا الداخلي في هذه الفترة الذي قضيناها هنا في الوحدة والتأمل، لكن حدث الآتي: لقد تعلمنا الأمور التي لا نستطيع أن نفعلها لا ما ينبغي أن نحاول فعله. بهذه المعرفة لم نشعر أننا حصلنا علي أي ثبات في النقاوة التي نشتاق إليها، أو أية قوة وحزم، بل صار فينا خوف... بالرغم من تأملنا في أهداف نظامنا خلال دراستنا اليومية، واجتهادنا في الوصول من البداية إلى النقاوة الثابتة الأكيدة... وبدأنا نعرف بعض الأمور التي كنا نفهمها بمفاهيم خاطئة أو نجهلها تمامًا، وتقدمنا بخطوات ثابتة نحو ذلك النظام، متدربين عليه بكمال بدون أية صعوبة.
بالرغم من جهادي في هذه الرغبة نحو النقاوة لم أعرف بعد ما أستطيع أن أكون عليه... لهذا أشعر باضطراب، حتى أن دموعي لم تتوقف قط، ومع هذا لم أكف عن ما لا ينبغي أن أكون عليه.
ما الفائدة من تعلم ما هو الأفضل مادمت لا أقدر أن أناله حتى إن عرفته؟
إننا إذ نشعر بأن هدف قلبنا قد انحرف عن الغرض. تمر بنا الأفكار العجيبة السابقة لاشعوريًا وتندفع بأكثر شدة ويصير الذهن في ذهول دائم، أسيرًا لأمور كثيرة، حتى أننا غالبًا ما نيأس من الإصلاح الذي نتوق إليه، وكأن كل هذا الاهتمام بلا جدوى. وإذ نستيقظ ونكتشف تيه الذهن عن غرضه الموضوع أمامه، ونرغب في استعادته إلى التأمل الروحي الذي ضل عنه، ونربطه بسرعة بالغرض القلبي الثابت، سرعان ما ينسحب من مخادع القلب أسرع من الحيّة.
إذ نلتهب بالتداريب اليومية لا نرى أننا كسبنا أية قوة أو ثبات قلبي فنُغلب باليأس، ونضل بهذه الفكرة، وهي الاعتقاد بأن الخطأ ليس منا بل من طبيعتنا وأن الضلال هو من الطبيعة البشرية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-7-thought-control.html
تقصير الرابط:
tak.la/9hb5m4s