St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

135- مناظرة 7: 4- لا نلم الطبع البشري في ذاته

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 79), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 79)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 79), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 79)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

4- لا نلم الطبع البشري في ذاته

 

سيرينوس: من الخطر أن نسرع إلى هذه النتيجة، ملقين اللوم علي الطبيعة (البشرية) دون أن نناقش الموضوع بإتقان... فيلزمك ألا تحكم حسب ضعفك، إنما بناء علي قيمة التداريب ومنهجها واختبار الآخرين لها. فإن أي إنسان يجهل السباحة إذ يعلم أن وزن الجسد لا يمكن أن يحمله الماء ويرغب في البرهان علي ما قدمته له خبرته الخاصة قائلاً بأنه لا يمكن لأي جسم صلب أن يُحمل بسهولة علي سائل، فلا نصدق رأيه المبني علي خبرته الشخصية.

هكذا بحسب الطبيعة لا يمكن للعقل أن يكون خاملاً... بل لديه علي الدوام ما يشغله، وبسبب ثقله يضل ويتوه في أمور كثيرة ما لم يمارس التداريب اليومية الطويلة، هذه التي تقول عنها أنك تعبت فيها بلا جدوى. هذا يتطلب الجهاد بمثابرة لضبط الفكر، محاولاً ومتعلمًا أن تقدم للذاكرة القوت الضروري (أي الأفكار الصالحة عوض الأخرى)، ويمكننا بسهولة طرد أفكار العدو (الشيطان) المُعادية التي تشتت فكرنا، وبالتالي نبلغ الحياة التي نشتاق إليها.

يلزمنا ألا ننسب الانحراف في تيه القلب إلى الطبيعة البشرية أو خالقها، فإنه بالحق يقول الكتاب المقدس "إن الله صنع الإنسان مستقيمًا، أما هم فطلبوا اختراعات كثيرة" (جا 29:7). اختلاف الأفكار يتوقف علينا نحن، لأن الفكر الصالح يقترب من الذين يعرفونه والإنسان العاقل يجده. فأي أمر يخضع لتمييزنا وعملنا يمكننا أن نصل إليه، فإذا لم نبلغه يرجع هذا إلى كسلنا وإهمالنا لا إلى خطأ في طبيعتنا.

لو لم يكن هذا الأمر في قدرتنا لما وبّخ الرب الفرّيسيّين قائلاً: "لماذا تفكّرون بالشرّ في قلوبكم؟" (مت 4:9). ولمَا كلف النبي ليقول: "اعزلوا شرَّ أفعالكم من أمام عينيَّ" (إش 16:1)، "إلى متى تبيت في وسطكِ أفكاركِ الباطلة؟!" (إر 14:4)، ولما كان لنوع أفكارنا اعتبار في يوم الدينونة إذ يهدد الله بواسطة إشعياء قائلاً: "وأنا أجازي أعمالهم وأفكارهم" (إش66: 18). فما كان من الصواب أن نجازي أو نعاقب حسب شهادة أفكارنا في ذلك الامتحان الرهيب المميت، إذ يقول الرسول المبارك: "شاهدًا أيضًا ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة. في اليوم الذي فيهِ يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي" (رو 2: 15، 16).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-7-human-nature.html

تقصير الرابط:
tak.la/s6sh8a7