كان ذلك الرجل في صلواته النهارية والليلية وأصوامه وسهره يطلب بدون كلل العفة الداخلية التي للقلب والروح. وقد نال ما كان يشتهيه ويصلي من أجله، فماتت أهواء الشهوة الجسدية في قلبه. هذا مع شعوره بلذة النقاوة، واشتياقه الحار للعفة...
باختباره للعطية التي حصل عليها أدرك أنه قد صارت له حصانة، لا باستحقاقات أعماله، بل حسب النعمة الإلهية، فصار يطلب العفة بأكثر غيرة، مجاهدًا... إذ كان يعتقد بأن الله قادر أن يقتلع بسهولة جذور الشهوات الجسدية... لأن نقاوة الروح، التي هي أعظم شيء، تُعطى هبة من قبل الله حسب إرادته.
إذ كان يصلي ملتمسًا بدموع، مثابرًا من أجل طلبته الأولى، ظهر له ملاك في رؤيا الليل، وكأنه قد فتح بطنه ونزع عنه الانفعالات الجسدية النارية، وقذف بها خارجًا، وأعادها كما كانت، ثم قال له: "هوذا قد أزيلت عنك انفعالات جسدك، ويلزمك اليوم أن تتأكد بأنك قد نلت نقاوة الجسد الكاملة التي سألت من أجلها بإيمان".
يكفي أن أخبركم بإيجاز عن هذه النعمة الإلهية التي وُهبت لهذا الرجل بهذه الطريقة الخاصة. وأظن إنه ليس هناك حاجة أن أتحدث عن بقية فضائله...
إذ كنا مشتاقين بغيرة قوية لمناقشته والتعلّم منه زرناه في الصوم الكبير، وسألناه بهدوء عن أحوال أفكارنا وعن إنساننا الداخلي، وعما قمنا به خلال الفترة الطويلة التي قضيناها في البرية من أجل نقاوة إنساننا الداخلي، حينئذ قدمنا له هذه الشكوى.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-7-chastity.html
تقصير الرابط:
tak.la/7952swh