2- هذا السؤال غالبًا ما يتردد في أذهان من ليس لهم إيمان عظيم ومعرفة، حاسبين أن مكافأة القديسين التي لا توهب في هذا العالم بل في الحياة العتيدة، تُمنح لهم في هذه الفترة القصيرة من الحياة الزائلة، أما نحن فقد وضعنا رجاءنا في المسيح، لا في هذه الحياة، لئلا نصير كقول الرسول أشقى جميع الناس (1كو 19:15).
فالله لا يمنع التجارب عن المستقيمين، ولا يكافئ في هذا العالم الصالحين بأمورٍ نافعةٍ، والأشرار بأمورٍ شريرةٍ. فإن قلنا بغير هذا نسقط في العقاب مع من ذكرهم صفنيا النبي: "القائلين في قلوبهم إن الرب لا يحسن ولا يسيءُ" (صف 12:1)، أو على الأقل نصير بين المجدفين على الله القائلين: "كل مَن يفعل الشرَّ فهو صالح في عيني الرب، وهو يُسَرُّ بهم. أو أين إله العدل؟" (مل 17:2)، ونسقط في التجديف الذي وصفه (النبي) هكذا: "عبادة الله باطلة، وما المنفعة من أننا حفظنا شعائرهُ وأننا سلكنا بالحزن قدام رب الجنود. والآن نحن مطوِّبون المستكبرين، وأيضًا فاعلوا الشرّ يُبنَون بل جرَّبوا الله ونجوا" (مل 4:3، 15).
يجدر بنا أن نتجنب هذا الجهل الذي هو أصل هذا الخطأ المهلك. كذلك يلزمنا أن نتعرف على ما هي الأمور الصالحة والأمور الشريرة، حسب المفهوم الوارد في الكتاب المقدس، وليس حسب الفهم العام لهذين التعبيرين، بهذا نهرب من الخداع الذي يسقط فيه غير المؤمنين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-6-temptations.html
تقصير الرابط:
tak.la/9hx3frx