St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

120- مناظرة 6: 3- الأمور الصالحة والأمور الشريرة

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 93), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 93)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 93), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 93)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

3- الأمور الصالحة والأمور الشريرة

 

تنقسم الأمور التي في العالم إلى ثلاثة أنواع: أمور صالحة، وأمور شريرة، وأمور ليست صالحة ولا شريرة.

يلزمنا أن نعرف أن في الأمور البشرية لا يوجد صلاح حقيقي إلا فضيلة الروح وحدها التي تقودنا بإيمان حقيقي إلى الأمور السماوية، وتجعلنا على الدوام متمسكين بالأمور الباقية.

ومن هذه الناحية الأخرى ينبغي علينا ألا ندعو شيئًا ما شريرًا إلا الخطية وحدها التي تفصلنا عن الله وتربطنا بالشيطان الشرير.

أما دون هذا فهو ليس بصالح ولا شرير، بل يمكن أن يكون هكذا أو كذلك، وذلك حسب تفكيرنا أو رغبتنا مثل الغنى والقوة والشرف والقوة الجسدية والصحة والجمال والحياة والموت والفقر والضعفات الجسدية والآلام وما إلى ذلك من مثل هذه الأمور التي تمدنا بالصلاح أو الشر حسب شخصية الإنسان واتجاه تفكيره.

فالغنى كثيرًا ما يكون لصالحنا كقول الرسول بولس طالبًا من الأغنياء: "أن يكونوا أسخياءَ في العطاءِ، كرماءَ في التوزيع، مدَّخرين لأنفسهم أساسًا حسنًا للمستقبل، لكي يمسكوا بالحياة الأبدية" (1تي6: 18، 19). وكما يقول الإنجيل بأن هذا الغنى يكون للخير لمن يصنع لنفسه "أصدقاءَ بمال الظلم" (لو9:16). ويمكن أن يوجه الغنى إلى الشر عندما نحشده للتخزين أو التنعم به، غير مبالين باحتياج الفقراء.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

كذلك القوة والشرف والصحة السليمة ليست صالحة ولا شريرة، إنما يمكن أن تكون هكذا أو كذلك. ويظهر ذلك بوضوح مما جاء عن كثير من القديسين الواردين في العهد القديم، إذ كانوا في غنى وفير وشرف عظيم ولهم قوة جسدية، ومع هذا كانوا مقبولين لدى الله. وبالعكس نجد الذين أساءوا استخدام هذه الأمور، مفسدين إياها لتحقيق أغراضهم الذاتية يعاقبون ويهلكون ويظهر ذلك بوضوح مما ورد في سفر الملوك.

أيضًا الحياة والموت ليسا في ذاتهما صالحين أو شريرين، ويؤكد هذا ميلاد يوحنا ويهوذا. أحدهما كانت حياته نافعة له، ويظهر ذلك مما قيل عنه، "وكثيرون سيفرحون بولادتهِ" لو14:1. والآخر قيل عنه: "كان خيرًا لذلك الرجل لو لم يُولَد" (مت24:26).

كذلك المرض الجسدي أحيانًا يكون نافعًا كما في حالة الطوباوي لعازر، ذلك الشحاذ المملوء بالقروح. إذ لا يشير الكتاب المقدس إلى فضائل له سوى احتماله العوز والمرض الجسدي بصبرٍ عظيمٍ، فاستحق أن يكون له نصيب مبارك في حضن إبراهيم.

كم تكون نافعة لنا تلك التجارب والآلام التي يحسبها البعض شريرة، فلا يحاول القديسون تجنبها، بل بحق يطلبونها بكل قوتهم، محتملين إيّاها بشجاعة، وبهذا يصيرون أحباء الله، ويحصلون على جعالة الحياة الأبدية، ويتغنى الرسول الطوباوي قائلاً: "أسرُّ بالضعفات والشتائِم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح، لأني حينما أنا ضعيف فحينئذٍ أنا قويّ" (2كو10:12).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-6-good-and-bad-things.html

تقصير الرابط:
tak.la/zdg99kf