* تمر بالمؤمن فترات فتور يشعر بالعجز عن الحديث مع الله أو الشعور بحبه أو بتجاوبه معه... وعلاج الفتور يستلزم التعرف على نوعه.
النوع الأول: فتور سببه الإهمال والتراخي من جانبنا كأن يتراخى الإنسان في صلاة الأجبية شيئًا فشيئًا، ولا يدرك الإنسان إلا بعد فترة زمنية إذ يجد نفسه لا يصلى بها، وإن حاول ذلك يستثقلها ويجدها كروتين ممل جاف، ولا يشعر بحلاوة المزامير وقوتها...
وما نقوله عن المزامير يحدث بالنسبة للتأمل والدراسة في الكتاب المقدس أو الصوم أو التمتع بالشركة في القداس الإلهي إلخ.
ويحدث بصورة عكسية بالنسبة للرذائل، فإن التهاون مهما صغر حجمه فباستدامته يسقط الإنسان في دوامة الخطية ويجعل الإنسان متحسرًا على ما فقده من حياة العفة أو نقاوة القلب إلخ.
النوع الثاني: فتور سببه حرب الشيطان. هنا يلزم أن يكون لنا روح التمييز لنعرف ما هو منا وما هو حرب من العدو الشيطان. لأنه كثيرًا ما يبث العدو أفكارًا نجسة للغاية أو أفكار تجديف، أحيانًا في أقدس لحظات الصلاة... وبعد ذلك يسقط الإنسان في اليأس قائلاً لنفسه كيف أفكر هكذا؟! مع إنه في الحقيقة هو يكرهها ويمقتها ولا يريد أن يقبلها قط.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
النوع الثالث: فتور بسماح من الله، وذلك لأحد أمرين:
1- بالنسبة للمتكلين على برهم الذاتي، أن يتعلموا بأن غيرتهم الأولى ونقاوتهم السابقة ليست منهم إنما بفضل عناية الله ونعمته علينا.
2- بالنسبة للمتراخين والمستهترين تحت ستار حب الله ونعمته، هؤلاء يسمح الله بالتخلي عنهم وفتورهم إلى حين ليتعلموا حياة الجهاد والمثابرة في فترات الفتور، ولو لم يشعروا بتعزيات داخلية أو فرح... لأنه يلزم أن نجاهد من أجل الله ذاته.
* سمح الله بوجود شهوة الجسد التي هي ضد الروح لخيرنا.
1-عندما نضعف روحيًا تثور فينا شهوة الجسد، عندئذ نشعر بالضعف فيكون باعثًا للتوبة. وهذا ما لا يتمتع به الشيطان لأنه بلا جسد.
2- حتى في لحظات النمو الروحي تحاربنا شهوات الجسد (لكن بغير سلطان علينا)، وهذا يدفع بنا إلى الانسحاق و الاتضاع والشعور بالحاجة إلى عمل الله.
3- تمنع رغبات الجسد الإنسان من المغالاة، فبدون الجسد تشتاق النفس ألا نطلب حتى الاحتياجات الضرورية اللازمة للجسد، كالأكل والشرب والنوم... وهذا يدفع إلى المغالاة وعدم الاعتدال.
* الإنسان الروحي هو الشخص الحار في العبادة والمشتعل بحب الله.
والجسداني هو الذي له ضعفات واضحة في حياته.
والطبيعي هو الشخص الفاتر الذي يظن في نفسه إنه غير محتاج. وهو إنسان تخدعه شكليات معينة، كأن يكون حافظًا للكتاب المقدس أو واعظًا مؤثرًا يهز قلوب كثيرين أو مكتفيًا بكونه راهبًا... أو له صور معينة من العبادة أو الخدمة، دون أن يعيش كإنسان تائب منسحق القلب متمتع بعشرة الرب. وهذا الصنف خطير لأن خارجه يخدع الناس بل ويخدع الإنسان نفسه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-4-summary.html
تقصير الرابط:
tak.la/6mm7vcd