20- وإنني أخجل أن أقول بأننا وجدنا عددًا كبيرًا بنوا تركهم (زهدهم) بطريقة لم يتركوا فيها شيئًا من خطاياهم ولا تخلوا عن عاداتهم القديمة، وإنما اكتفوا بتغيير طريقة المعيشة والزي... وبينما نجدهم مشتاقين أن يكونوا أفضل من إخوتهم إلا أنهم لا يخضعون لآبائهم...
وبالرغم من أن كبرياءهم نوع واحد لكنه في شكلين:
الأول صورة الجدية و(الاجتهاد)، والثاني صورة التحرر التام بشكل هزلي مضحك (وفي كليهما لا يريد أن يخضع لنظام الدير ولأبيه الروحي).
الأول صورة الصمت، والثاني ليس لديه مانع من أن يتحدث بحرية عن الأمور غير اللائقة المملؤة حماقة، حاسبًا إنه من الصعب أن يحتفظ بالصمت.
الأول بالكبرياء يبحث عن وظيفة (في الدير أو في الكهنوت) تتناسب معه، والآخر يغض النظر عنها.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وعلى أي الأحوال فإن عدم الطاعة في كلا الحالتين يجعل الإنسان يكسر تعاليم الآباء سواء برغبته في العمل أو بحبه للتراخي.
إنه يصر على مخالفة قوانين الدير، سواء من أجل النوم أو السهر، وتعدى أوامر الآباء سواء من أجل القراءة أو الكسل.
وما نقوله بخصوص الكبرياء يحدث أيضًا من جهة كراهية الإنسان لأخيه سواء من أجل صومه أو إفطاره (أي يثور على أخيه لأنه صائم أو لأنه فاطر).
غير أن الذين يخطئون ولهم مظهر الفضيلة في ثوب روحاني هؤلاء أردأ وعلاجهم أصعب من الذين يخطئون بوضوح بسبب الملذات الجسدية. فالحالة الأخيرة تشبه المرض الظاهر الذي يعالج بسهولة، أما الحالة السابقة فهي مكتسية بزي الفضيلة لذلك تبقى بغير شفاء، ويصير ضحاياها في حالة مميتة وخطيرة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-4-pride-humility-obedience.html
تقصير الرابط:
tak.la/hpfw9vw