13- سؤال: كيف يمكن للإنسان الذي توحد، بدون أن يتخلص من أخطائه، أن يُشفى؟
جرمانيوس .. لقد عرفنا كيف نكتشف الأخطاء المختبئة في داخلنا، لأن خبرتنا اليومية وعواطفنا المستمرة تكشف لنا عن جميع ما قد قيل، وإذ عرفنا أسباب أمراضنا وعلاماتها بطريقة واضحة وصريحة بقي لنا أن نعرف العلاج. لأنه لا يشك أحد في أنه يلزم على من يكتشف المرض من البدء بعلامات واضحة أن يعالجها. هكذا كشف لنا تعليم قداستكم عن غوامض جراحاتنا، ونحن نأمل في العلاج، لأنه من الواضح أن تشخيص المرض يعطي أملاً في الشفاء. لأنك كما تقول أن أسس الخلاص الأولى تُكتسب في حياة الشركة، وأن الإنسان لا يستريح في الوحدة ما لم يكن قد شُفي أولا بدواء الشركة.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
14- يوحنا...: يجب أن يكون العلاج بنفس الطريقة التي بها نكتشف الخطأ... فعندما يكتشف أي إنسان بهذه العلامات التي شرحناها سابقا أنه ينقصه الصبر أو عدم الغضب، يلزمه أن يتدرب على الأمور المضادة واضعًا أمام عينه كل العيوب والأخطاء، كما لو كان هناك شخص آخر يكشفها له. ويعّود تفكيره أن يزيل كل ما يجلبه عليه الشر في اتضاع تام. ويقدم لنفسه كل أنواع القسوة والأمور غير المحتملة... ناظرًا إلى عذابات جميع القديسين وآلام الرب نفسه. وبهذا يقتنع بأن كل أنواع التأنيب المختلفة والتأديبات أقل مما يستحق، وفي نفس الوقت لا يهيئ نفسه للكآبة (الغم).
وإذا ما استدعاه أحد لحضور اجتماع الإخوة، وهذا نادرا ما يحدث في البرية، ووجد أنه منزعج داخليًا... يلزمه أن يراقب عواطفه الداخلية ويدين نفسه عن أخطائه... موبخُا نفسه قائلاً: "يا رجل، يا صالح، هل أنت الإنسان الذي تدربت على الوحدة، وظننت أنك قد تخلصت من الصفات الرديئة، وعذبت نفسك بآلام وتأديبات لا تحتمل؟"
هل تصورت أنك قادر على الصمود أمام كل العواصف؟!
كيف انهزم صبرك الذي لا يُقهر في أول تجربة من مجرد كلمة بسيطة؟!
كيف اهتز بيتك من نسمة خفيفة، يا من تصورت أنه مؤسس على الصخر الصلد؟
أين هذا الذي كنت تقوله في وقت سلامتك بثقة غبية؟... "أنا مستعد ولست مضطربا"[3]. وما كنت تقوله مع النبي: "جرّبني يا ربُّ وامتحنّي. صفِّ (امتحن) كليتيَّ وقلبي" و"اختبرني يا الله واعرف قلبي، امتحني واعرف أفكاري. وانظر إن كان فيَّ طريق باطل، واهدِني طريقًا أبديًا" (مز2:26؛ 23:139، 24).
بمثل هذا التعنيف والتبكيت يمكن للإنسان أن يضبط نفسه، ولا يسمح لتجربة مفاجئة تقلب كيانه أن تعبر هكذا بدون تأديب. إنما يلزمه أن يتأدب بشدة بالصوم والسهر، معاقبًا نفسه من أجل جنوح الفكر..
_____
[3] (مز2:26).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-19-be-healed.html
تقصير الرابط:
tak.la/xw5nq8g