St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

306- مناظرة 18: 14- مثال الصبر، تقدمه امرأة تقية

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 85), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 85)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 85), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 85)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

14- مثال الصبر، تقدمه امرأة تقية

 

أودّ أن أقدم لكم مثالين للصبر: واحد عن امرأة تقية كانت تصبو نحو فضيلة الصبر بشوق شديد حتى أنها لم تتجنب هجوم التجارب فقط بل في الواقع دبرت لنفسها أوقات تجربة وتعب حتى لا يتوقف امتحانها. هذه المرأة كانت تعيش في الإسكندرية وكان أبواها مقتدرين وكانت تعبد الرب بتقوى في البيت الذي تركه لها والدها. هذه أتت إلى الأسقف أثناسيوس ذو السيرة العطرة ورجته أن يعطيها أرملة تسكن معها تنفق عليها وترعاها. وعندما تحقق الأسقف من قصد المرأة ورأي أن لها استعدادًا لعمل الرحمة أمر بأن يسمح لها بأرملة معروفة بحسن سلوكها وخاف أن يعطيها امرأة لها سلوك سيئ خوفًا من أن تعثرها في إيمانها.

وعندما أتت المرأة إلى بيتها خدمتها بكل أنواع الخدمات وأظهرت لها كل وداعة وعطف، وهكذا رأت أنها بدأت تتقبل شكرًا ومديحًا في كل دقيقة لأجل خدمتها الرحيمة. فذهبت بعد عدة أيام إلى الأسقف وقالت له: "لقد سألتك امرأة أخدمها في طاعة" وإذ لم يفهم الأسقف هدفها ظن أن طلبها الأول قد أُهمل، فسأل عن سبب التأخير ووجد أنهم قد أعطوها أطيب امرأة، فأمر سرًا أن يعطوها أسوأ امرأة، تكون غضوبة وكثيرة المتاعب والكلام، محبة للخمر، تخضع تحت نير هذه الأخطاء،. عندما أخذتها وبدأت تخدمها وتُقدم لها نفس العناية التي قدمتها للأرملة الأولى، عوض الشكر الذي كان يليق تقديمه نظير خدمتها كانت تشتكي على الداوم من أخطاء لا تستحقها، وكانت تسبها بألفاظ سيئة لأنها أحضرتها إلى منزلها لمضايقتها وتعذيبها، وأخذتها من الراحة إلى الجهد والتعب. ولما فاقت شتائمها الحد وتطاولت فمدت يدها عليها، ضاعفت المرأة من خدمتها بوداعة وتواضع أكثر، وتعلمت أن تتغلب على الشر لا بمقاومته بل بضبط النفس والتواضع.

وعندما اقتنت فضيلة الصبر الكاملة التي كانت تتوق إليها أتت إلى الأب الأسقف لتشكره على اختياره الحكيم وبركة التدرب على احتمال مضايقاتها اليومية التي كانت بمثابة زيتًا يلطف من الجرح... وقد قالت له: "لقد أعطيتني حقًا امرأة تعينني وتشددني... أما الأولى فكانت تكرمني بالأكثر وتدللني بخدمتها".

هذا مثال كافٍ قيل عن جنس المرأة، حتى أننا بهذه القصة لا نتثقف فحسب وإنما بالأكثر نخزى، لأننا لا نستطيع أن نحفظ الصبر إلا إذا لجأنا إلى الكهوف والقلالي كالوحوش.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-18-pious-woman.html

تقصير الرابط:
tak.la/khzrv85