2- ضرورة استرشاد المبتدئين في الرهبنة بالآباء الشيوخ
يا أولادي، لا يوجد إنسان يرغب في إتقان مهارة ما في أي فن من الفنون إلا ويبذل كل جهده متوخيًا الدقة، فاحصًا الأنماط التي يدرسها، ملاحظًا بإحكام أنظمة أفضل المتخصصين في هذا العمل أو هذا العلم. ومن لا يفعل هذا يكون قد دفع نفسه في حفرة من الأمل الزائف ليبلغ بأشواق غير هادفة أن يكون مشابهًا لمن يتجنب اقتفاء آلامهم وسهرهم.
إننا نعلم أن البعض جاء من بلادكم إلى هذه البقاع لمجرد التجول في الأديرة والتعرف على الإخوة ، دون أن يعزموا على تبني القواعد والأنظمة التي من أجلها يسافرون، ولا يودون الاعتزال في قلالي لينفذوا ما قد رأوه عمليًا. هؤلاء بقوا على حالهم كما هو، وكما قال البعض عنهم أنهم لم يغيروا موطنهم بقصد النفع... وبعنادهم وتشبث أفكارهم لم يتعلموا شيئًا بل ولا استطاعوا الإقامة. وإن كانوا لم يغيروا طريقة صومهم أو ترتيب مزاميرهم ولا حتى لبسهم ، فماذا نظن من جهة غاية مجيئهم إلى هنا؟
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
3- من أجل هذا إن كانت نعمة الله، كما نعتقد، قد جذبتكما إلى هنا، لتنقلا معرفتنا، فعليكما أن تتجاهلا كل الأنظمة التي تمرستما عليها منذ حداثتكما، وتتبعا بكل تواضع كل ما ترون آباءنا يفعلون أو يعلمون به. ولا يساوركما ضيق، ولا تحيدان بعيدًا عن التمثّل بما ترونه، حتى وإن بدى لكما غامضًا إلى حين أو لأي سبب. لأن من كان له الفكر الصالح وفي تواضع مع شوق يتمثل بإخلاص بما يراه، سواء خلال التعليم أو اقتداءً بما يراه في الآباء، بدلاً من الانشغال في الجدال، بهذا تستقر فيه معرفة كل شيء باختبارٍ عملي. أما الذين ابتدأوا تعلمهم بالجدال، فلن يدخلوا إلى غاية الحق.. لذلك فإن عدونا (الشيطان) يدفعهم بسهولة بعيدًا عن معرفة الآباء، حتى لتبدو لهم الأمور المفيدة والنافعة كأنها غير ضرورية، بل ومضرة. بهذا يلعب العدو الماكر بفطنة، جاعلاً إياهم يتمسكون برأيهم الخاص في عناد ، مقتنعين بأن ما يملأ عقولهم النجسة من أخطاء هو صلاح وحق ومقدس.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-18-guidance.html
تقصير الرابط:
tak.la/86v58ah