1- مقدمة
بعد زيارة هؤلاء الآباء الشيوخ الثلاثة والتحدث معهم ومحاولة وصف مناظراتهم للأخ يوخريوس Eucherius، إذ لنا رغبة قوية في الاستطلاع على أجزاء أخرى من مصر يقطن فيها جماعات من القديسين أكثر كمالاً... أتينا إلى قرية ديولكوس [1]Diolcos، تقع على أحد مصبات النيل السبعة. لأنه عندما سمعنا عن أديرة عديدة أسسها الآباء الأولون، أقلعنا على الفور كتجار شغوفين مدفوعين بالأمل في نوال ربحٍ أعظم. وإذ تجولنا هناك لوقت طويل، مثبتين أنظارنا المتلهفة على جبال الفضيلة الشاهقة، وقعت أنظارنا على الأب بيامون، الذي هو أول المتوحدين القاطنين هناك وكاهنهم، وكأنه فنار عالٍ.
إنه يسكن فوق جبلٍ عالٍ، وذلك مثل المدينة المذكورة في الإنجيل (مت14:5)، سرعان ما سلط نوره على وجوهنا، هذا الذي تشهد له حياته ومعجزاته التي رأيناها بعيوننا. كذلك تشهد النعمة الإلهية لسموه، وإذ لا نريد أن نطيل الحديث في هذا المجلد فإننا نشعر أنه يلزمنا أن نعبر صامتين في سكون. لأننا قد وعدنا أن نجمع في ذاكرتنا ما أمكن، ليس من جهة المعجزات الإلهية، بل من جهة تعاليم القديسين وآثارهم، حتى نمد القُراء بالتعاليم الضرورية اللازمة للحياة الكاملة وليس أن نتكلم عن مقدار دهشتنا بطريقة خاملة غير مربحة.
هكذا استقبلنا الأب بيامون بترحابه وغمرنا بعطفه عندما عرف أننا غرباء، وسألنا عن سبب مجيئنا إلى مصر. وإذ عرف أننا قادمون من دير في سوريا نسعى وراء الكمال ابتدأ الحديث.
_____
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-18-father-biamon.html
تقصير الرابط:
tak.la/6c94kgb