16- لا تتجاهل تكدر أخيك تجاهك
هكذا ربنا غيور جدًا ألا نتجاهل تكدر الغير علينا، حتى إنه لا يقبل تقدمتنا متى كان أخونا لديه شيء ضدنا، بمعنى إنه لا يسمح لنا أن نقدم له صلواتنا ما لم يتم إصلاح سريع بنزع التكدر الذي في ذهن أخينا تجاهنا، سواء كان على حق أو باطلا.
لأن الرب لم يقل: "أن لأخيك أساس سليم لشكواه ضدك"، بل قال: "وهناك تذكرت أن لأخيك شيئًا عليك فأترك هناك قُربانك قُدَّام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك"، بمعنى إنه إن كان يوجد شيء -مهما كان صغيرًا أو تافهًا- يغضب أخيك عليك، وهذا تذكرته فجأة، يلزمك ألا تقدم قربان صلواتك الروحي إلا بإصلاح مملوء حنوًا، بنزع الكدر من قلب أخيك مهما كان سببه.
فإن كانت كلمات الإنجيل تأمرنا أن نهدئ أولئك الذين هم غاضبين علينا لأسباب قديمة ولأمور تافهة... فماذا يكون شقاؤنا نحن الذين بنفاق عنيد نهمل الغضب القائم حاليًا، وقائم بسبب أمور خطيرة، ويرجع سببه إلى أخطائنا نحن؟ لكن إذ نحن متعجرفون بكبرياء الشيطان نتحرج من أن نتواضع، متذكرين أننا نحن السبب في تكدر أخينا. هكذا بروح متمردة نستهين بالخضوع لوصايا الرب، متذمرين عليها ظانين أنها مستحيلة التنفيذ. وإذ نضع في ذهننا أن الرب أوصانا بأمور مستحيلة غير مناسبة نصير كقول الرسول لسنا عاملين بالناموس بل ديانين له (يع11:4).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-16-your-brother.html
تقصير الرابط:
tak.la/s7z6gsj