St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

277- مناظرة 16: 21- كيف يمكننا أن نلوم إنسانًا ينفذ وصية الإنجيل ولم يقابل الشر بمثله بل استعد لاحتمال خطأ مضاعف؟

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 13), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 13)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 13), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 13)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

21- جرمانيوس: كيف يمكننا أن نلوم إنسانًا ينفذ وصية الإنجيل ولم يقابل الشر بمثله بل استعد لاحتمال خطأ مضاعف؟

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

22- يوسف: كما سبق أن قلنا منذ قليل إنه يلزمنا ألا ننظر إلى الأمر من جهة العمل ذاته بل نية الفاعل وطريقة تفكيره فإذا ما وُزنت فعل الإنسان، فاحصًا قلبه بتدقيق ومشاعره التي نبع عنها الفعل، فسترى إنه لا يمكن أن تتم فضيلة الاحتمال واللطف في الروح المضاد أي خلال عدم الاحتمال والغضب (الخفي).

 لهذا عندما أعطانا ربنا ومخلصنا درسًا كاملاً بخصوص فضيلة الاحتمال واللطف (أي يعلمنا لا أن نعترف بها بلساننا إنما نخزنها في أعماق نفوسنا الداخلية) وهبنا ملخصًا للكمال الإنجيلي قائلاً: "وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشرّ. بل مَنْ لطمك على خدّك الأيمن فحوِّل لهُ الآخر أيضًا" (مت39:5). (وإذ أشار إلى الخد الأيمن، فهذا لا يمكن أن يحدث إلا في وجه الإنسان الداخلي)[3]، ولهذا يرغب الرب أن ينزع عنا كل مثيرات الغضب من أعماق النفس الداخلية نزعًا تامًا. بمعنى إن كان خدك الأيمن الخارجي يستقبل لطمة من الضارب، فليقبل الإنسان الداخلي باتضاع أن يتقبل الضربة على خده الأيمن. بهذا يحتمل الإنسان الخارجي بلطف، ويخضع الجسد لمضايقات الضارب فلا يضطرب الإنسان الداخلي...

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 لقد رأيت كيف أن هذا بعيد كل البعد عن الكمال الإنجيلي الذي ينادى بالثبات في الصبر، لا بالكلام بل في هدوء القلب الداخلي. ويأمرنا أن نحفظ هذا مهما أصابنا من شرور، حتى أننا ليس نحفظ أنفسنا على الدوام بغير غضب مقلق، بل وبخضوعنا لأذيتهم نجبرهم أن يهدأوا عن اضطرابهم بتتميمهم اللطم الثاني، وهكذا بلطفنا نقهر غضبهم... هكذا أيضًا تتحقق كلمات الرسول: "لا يغلبنَّك الشرُّ بل اغلب الشرَّ بالخير" (رو21:12).

 واضح أن هذا لا يقدر أن ينفذه من ينطق بكلمات اللطف والاتضاع بروح كهذه مملوءة غضبًا، حتى إنهم ليس فقط يفشلون في إطفاء نار الغضب الملتهبة، بل بالأحرى يشعلونها بأكثر قسوة، سواء في مشاعرهم أو مشاعر أخيهم الثائر.

 هؤلاء حتى وإن حفظوا هدوءً لأنفسهم لكنهم لا يحملون أي ثمر للبر. وبينما هم يدّعون الصبر من جانبهم على حساب هلاك قريبهم، يستبعدون المحبة الرسولية التي: "لا تطلب ما لنفسها" (1كو5:13)، لأن المحبة لا تطلب هذا الغنى لنفعها الخاص على حساب هلاك القريب، ولا ترغب في ربح شيء على حساب خسارة الغير.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[3] لأن الإنسان حينما يُضرب إنما يضرب على خده الأيسر.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-16-blame.html

تقصير الرابط:
tak.la/zg3wz38