St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

228- مناظرة 13: 13- الجهاد لا يفقد النعمة مجانيتها

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 91), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 91)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 91), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 91)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

13- الجهاد لا يفقد النعمة مجانيتها

 

هكذا تتعاون النعمة على الدوام مع إرادتنا لأجل نفعها، وتساعدها في كل شيء وتحميها وتدافع عنها، وذلك بطريقة يظهر فيها أنها تبحث عن بعض الجهاد الذي للإرادة الصالحة، حتى لا تبدو أنها تهب عطاياها للإنسان الخامل المتراخي. وهي تبحث عن فرص لكي تكشف للإنسان الخامل أنه باستكانته يفقد جود النعمة. مع هذا تُحسب النعمة مجانية، لأنه من أجل جهاد تافه تُمنح بغنى أمجاد الخلود التي لا تُقدر وبركات الأبدية.

ليس لأن إيمان اللص جاء أولاً يقول أحد أن عطية السكنى في الفردوس لم تمنح له مجانًا. ولا يمكننا أن نقول أنه بسبب كلمات الملك داود التي نطق بها تائبًا قائلاً: "أخطأْت إلى الرب" أنه بغير مراحم الله (المجانية) قد وهب له الغفران من خطيتين خطيرتين، إذ وهب له أن يسمع من النبي ناثان: "الربُّ أيضًا قد نقل عنك خطيتك" (2صم13:12). حقيقة إنه أضاف القتل إلى الزنا وهذا بالتأكيد بإرادته الحرة، لكن انتهار النبي له هو من حنو نعمة الله. كذلك انسحاقه واعترافه بالخطأ هذا من عمله هو، أما المغفرة عن هذه الخطايا في لحظة من الزمن فهذا عطية من الرب الرحيم.

ماذا نقول عن هذا الاعتراف المختصر الذي نطق به داود وعن المكافأة الإلهية السرمدية منقطعة النظير، إذ نرى الرسول المبارك يثبت أنظاره بسهولة إلى عظمة المكافأة العتيدة مستهينًا باضطهاداته غير المحصية، قائلاً: "لأن خفَّة ضيقتنا الوقتيَّة تنشئُ لنا أكثر فأكثر ثقلَ مجدٍ أبديًّا" (2 كو17:4). هذا ما يؤكده في موضع آخر قائلاً: "فإني أحسب آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلَن فينا" (رو18:8). هكذا مهما بلغ جهاد الضعف الإنساني، لن يبلغ (بذاته) إلى المكافأة المقبلة. ووجود جهاده لا ينفي عن النعمة الإلهية كونها مجانية.

لذلك فإن معلم الأمم قد بلغ درجة الرسولية بنعمة الله إذ يقول: "بنعمة الله أنا ما أنا"، وفي نفس الوقت يعلن أنه قد وافق النعمة الإلهية قائلاً: "ونعمتهُ المعطاة لي لم تكن باطلةً بل أنا تعبت أكثر من جميعهم" (1كو10:15). فعندما يقول: "أنا تعبت" يظهر جهاد إرادته، وعندما يقول: "ولكن لا أنا بل نعمة الله" يشير إلى قيمة الحماية الإلهية. وعندما يقول: "التي معي" يؤكد تعاون النعمة معه عندما لا يكون في كسل أو إهمال بل عاملاً ومجاهدًا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-13-grace.html

تقصير الرابط:
tak.la/6ghq73t