6- الإيمان والرجاء والمحبة
عندئذ قال المبارك شيريمون:
هناك ثلاثة أمور تمكن الإنسان أن يقمع أخطاءه:
(أ) إما الخوف من جهنم أو خشية القوانين المفروضة.
(ب) أو الرجاء في ملكوت الله والرغبة فيه.
(ج) أو محبة الصلاح أو حب الفضيلة.
لأننا نقرأ أن الخوف من الشر يجعلنا نشمئز من التدنس. "مخافة الربّ بغض الشر" (أم 13:8).
وأيضًا الرجاء يصد هجوم كل الأخطاء لأن "كل من اتكل عليهِ لا يُعاقَب" (مز 22:34).
والمحبة أيضًا لا تخاف من هلاك الأشرار. "المحبَّة لا تسقط أبدًا" (1كو8:13)، وأيضًا "المحبَّة تستر كثرةً من الخطايا" (1 بط 8:4).
ويجمل الرسول الطوباوي مجموع الخلاص وبلوغ هذه الفضائل الثلاثة قائلاً: "أمَّا الآن فيثبت الإيمان والرجاءُ والمحبَّة" (1كو13:13). فالإيمان هو الذي يجعلنا نتحاشى وصمات الخطية خوفًا من الدينونة المقبلة. والرجاء هو الذي ينزع عن عقولنا محبة الأمور الزمنية، محتقرين كل الملذات الجسدية مقابل ما ننتظره من البركات السماوية. والمحبة تشعل فينا حب السيد المسيح وحب ثمار الروح، كارهين بقلب ثابت كل ما يتعارض مع ذلك.
هذه الأمور الثلاثة، ولو أن ظاهرها يشير إلى هدف واحد ونهاية واحدة (لأنها تحثنا على الابتعاد عن الأمور غير اللائقة) إلا أنها تختلف فيما بينها في السمو. لأن الإيمان والرجاء يليقان بالأكثر للذين لم يكتسبوا بعد محبة الفضيلة أثناء هدفهم نحو الصلاح. أما المحبة فتتعلق بالله، وبالذين نالوا في داخلهم أن يكونوا على صورة الله ومثاله. لأن الله وحده هو الذي لا يصنع الصلاح خوفًا ولا ابتغاء كلمة شكر أو نوال جزاء، إنما يصنع الصلاح ببساطة من أجل محبة الصلاح. وذلك كقول سليمان: "الرب صنع الكل لغرضهِ" (أم 4:16). فبصلاحه يغدق بالخير على المستحقين وغير المستحقين، لأنه لا ينفعل غضبًا بسبب الأخطاء، ولا يتأثر بانفعالات خطايا البشر، إذ هو على الدوام كلى الصلاح غير متغير.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-11-faith-hope-love.html
تقصير الرابط:
tak.la/wxymgj5