يذكر Harvey G. Cox (8) عاملين ظهرا في العصر الحديث حَّولا الجنس في حياة المراهقين إلى حركة تعويض وتنفيس عوض أن يكون عامًلا على النمو، وهما: عدم انشغال الإنسان في الحياة السياسية، وظهور الكمبيوتر بصورة دائمة التطور نزعت الكثير من العلاقات الإنسانية في العمل. بلا شك في الماضي القريب كان الإنسان بوجه عام يشعر بكيانه الإنساني والاجتماعي خلال انشغاله بكل ما يدور في بلده من عمل سياسي وأيضًا في عمله خلال العلاقات الإنسانية، أما الآن فغالبًا ما لا يقوم الفرد بدور حيوي في هذين الجانبين، خاصة وأن تطور الكمبيوتر المستمر والسريع حوَّل العمل إلى الآلة ليصير الدور الإنساني أقل بكثير مما كان عليه قبلًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. بهذا انتزعت كثير من العلاقات الإنسانية طوال يوم العمل الطويل ليجد الإنسان جهاز الكمبيوتر أسرع إليه من الإنسان وأدق في تقديم كثير من المعلومات ومساندته على أخذ قراراته من واقع الأرقام، ربما دون حاجة إلى التشاور مع آخرين. هذا الفراغ سحب البعض نحو الجنس بغير هدف جاد سوى الهروب والتنفيس والتعويض وإشباع الفراغ الداخلي بصورة مؤقتة.
يقدم Gibson Winter (9) تعليلًا آخر أفقد الجنس دوره الجاد في نمو شخصية الإنسان وتحويله إلى لذة فردية يريد الإنسان التمتع بها دون اعتبار للكيان الأسري والجماعي، ألا وهو اتسام العصر الحالي بالنزعة الفردية حتى في العبادة. فنحن الآن في عصر "الفرد"، كل شخص يبحث عن حياته الخاصة وحريته ولذته، بعد أن فقدت الروابط الأسرية والقيَم الجماعية دورها الحيوي لدى الكثيرين.
كان للجنس قدسيته، إذ يُمارس خلال الفكر الأسري، مرتبطًا بالشعور بالمسئولية العائلية في الرب. أما الآن فصار الإنسان يطلب ما لِذاته في فردية وأنانية. فلا نعجب إن رأينا كثيرين يحجمون عن الإنجاب تمامًا، لا لشيء إلا أنهم لا يريدون تحمل مسئولية على حساب راحتهم وترفهم... هذا الأمر صار له انعكاسه على النظرة للزواج، فصار في نظر بعض المراهقين جنسًا جسديًا بحتًا يمكن التمتع به دون الالتزام بروابط الزواج ومسئولياته.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/grow/compensation.html
تقصير الرابط:
tak.la/pddc832