إذ يتحرر الإنسان من الذات أو الأنا ego بروح الله الساكن فيه، يتسع قلبه ليحمل الله محب البشر فيهن فيجد كل إنسان راحته داخل هذا القلب. هذا هو النمو الداخلي الحقيقي، نمو الشخصية باتساعها.
النمو في جوهره هو تحوّل عن الرغبة في أن يخدم الكل "الأنا"، ويكرم الكل "الأنا"، ويعطي الكل "الأنا"، أي رغبة الإنسان أن يكون هو محور خدمة الكل وتكريمهم وعطائهم؛ إلى الشوق الحقيقي للتحرر من الأنا ليهب ويعطي إن أمكن حتى نفسه his self. بمعنى آخر النمو هو رحلة حب حقيقي فيه يمارس الإنسان عمل السيد المسيح بكونه شريكًا في الطبيعة الإلهية (2بط24:1)، الواهب نفسه للغير مجانًا بنعمته. هذه الرحلة التي هي رحلة النفس self trip لا يقبلها الإنسان الطبيعي، بل يحسبها مستحيلة وخيالية، لا تناسب الإنسان الساكن في هذا العالم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لكن من تذوَّق تسليم قيادة أعماقه للسيد المسيح يجد نفسه بفرح وبهجة قلب يتمثَّل بفاديه، مشتاقًا أن يقدم نفسه. عوض رحلة الذات ego trip الهادفة إلى تقوقعه حول "الأنا" لخدمتها، ينعم برحلة النفس self trip بقيادة السيد المسيح نفسه وعمل روحه القدوس.
حقًا ما أسهل أن يتصنع الإنسان البشاشة وتكريم الغير وأن يعطي من ماله وإمكانياته الخارجية، فإنه حتى الأشرار يمكنهم تقديم ذلك خلال خدمتهم للذات، أما أن يمارس الإنسان عطاء النفس الداخلي فهو هبة يقدمها الله لسائليه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/grow/want.html
تقصير الرابط:
tak.la/ydrw8s3