نكبة فادحة!
كلنا يُسَلِّم بأنكِ تعانين نكبة فادحة، وأن السيف قد تسلط من فوق على جزء حيوي (زوجكِ)... الأمر الذي لا يقدر أحد أن ينكره، حتى ولو كان رجل كلام غليظ القلب.
وإذ يلزم على الذين قد ضربوا بالحزن ألا يقضوا كل حياتهم في النحيب والعويل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. بل عليهم أن يعالجوا جراحاتهم لئلا بإهمالهم تزيد دموعهم من جراحتهم، وتلتهب نيران حزنهم، لهذا فإنه من الصواب أن ننصت إلى كلمات التعزية، حاجزين ينبوع دموعنا إلى حين، ناصتين إلى الساعين لتعزيتنا.
لهذا، فإنني قد امتنعت عن إزعاجكِ يوم كان حزنكِ في أوج شدته، عند حلول الصاعقة بكِ، منتظرًا فترة من الزمن، سامحًا لكٍ أن تمتلئي حزنًا. أما الآن فإنك تستطيعين النظر خلال الضباب الخفيف، وأن تفتحي أذنيكِ لمن يحاولون تعزيتكِ. فإنني أريد أن أعضد كلمات خادماتك لكِ مع شيء من المشاركة من جانبي.
حينما تكون الزوبعة عنيفة، ورياح الحزن شديدة، فإن من ينصح غيره (في هذه الظروف) بالكف عن الحزن، يكون بالحري قد أثاره إلى زيادة الحزن، ويسبب له كراهية (نحو ناصحه)، وتكون كلمات الناصح بالنسبة له كوقود تشعل نيران الحزن، بجانب نظرته إلى الناصح كإنسان قاسي وغبي. ولكن إذ تبدأ المياه المضطربة أن تستكين، ويكون الله قد هدَّأ الأمواج، عندئذ يمكننا أن نبسط قلاع مراكب حديثًا بلا خوف. إذ في العاصف المعتدل يمكن للخبرة أن يكون لها نفعها. أما إذا كان هجوم الرياح عنيفًا، فالخبرة في هذه الحالة لا تجدي .
لهذا السبب، فإنني احتفظت بالصمت، أما الآن فقد تجاسرت لأكسر سكوتي، لأنني قد سمعت من خالك أنه يمكن للإنسان أن يبدأ في الحديث معكِ مستعيدًا شجاعته إذ أن بعض وصيفاتك الموقرات تجاسرن وفتحن الحديث معكِ في هذا الأمر، وأيضًا النسوة قريباتك القاطنات خارجًا عن مسكنك، كما لو أنهن قد تهيأن للقيام بهذا العمل.
والآن إذ قد سمحتِ لهن أن يتحدثن معكِ، فإن لي رجاء عظيم وثقة أكيدة أنكِ لا تحتقرين كلماتي، بل تصغين لي حسنًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/consolation/disaster.html
تقصير الرابط:
tak.la/k82bvss