 |
الحياة الفاضلة والكتاب المقدس
وجد الذهبي الفم في الكتاب المقدس المادة الحية لحث شعبه على الحياة الفاضلة، فكانت عظاته على الكتاب التي تكاد أن تكون يومية تحمل تفسيرًا سلوكيًا عمليًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. يظهر هذا بوضوح في عظاته على إنجيل القديس متى، حيث أكثر الحديث عن الصدقة حتى قال: الآن أشعر بالخجل من الصدقة، فقد تكلمت عنها كثيرًا، وإن كنت لم أبلغ الثمر اللائق. حقًا لقد تزايد عطاء البعض للفقراء لكن ليس كما أود[80]."
هذا وقد أوضح أهمية الكتاب المقدس للحياة الفاضلة:
* تبدو أباطيل العالم كبيرة، إذ هي كالظل الذي يكون ضخمًا حينما تكون الشمس بعيدة، أما وقت الظهيرة حيث تكون الشمس فوق رؤوسنا فيتضاءل الظل. هكذا تبدو الضعفات البشرية ضخمة للبعيدين عن الفضيلة، أما الذي يقف تحت نور الكتاب الإلهي المبهر فيراها واهية وصغيرة وباطلة، وسريعة الهروب[81].
* إن النبي العظيم داود لعلمه بالفائدة الجمة من مطالعته الكتب المقدسة، كان دائمًا يصغي بكُليته إليها ويتلذذ بالحديث عنها. أما هو القائل: طوبى للرجل الذي لم يسلك في مؤامرة الأشرار.. يكون كغرس مغروس على سواقي المياه يعطي ثمره في حينه وورقه لا يذبل، وكل ما يعمل يصلح" (مز 1: 3). فوجود الشجرة على سواقي المياه يعطيها الريّ الدائم الواقي إياها من تقلبات الطقس، فلا تضرها أشعة الشمس المحرقة ولا الهواء الجاف، لأن الرطوبة الكافية داخلها تلطف لها حرارة الشمس. هكذا النفس الواقفة أمام ينابيع الكتب الإلهية تستقي منها الحياة وتنعم بندى الروح القدس[82].
* التمرين على مطالعة الكتب الإلهية هي الميناء الهادئ والسور الحصين الذي لا ينهدم..
إنها تطرد اليأس، وتحفظ الوداعة، وتغني الفقير أكثر من الغني، وتبعد الأغنياء عن الخطأ، وتجعل الخاطئ صديقًا، وتقود الصديق إلى المأوى الحصين، وتستأصل الشر وتزرع الخير حيث لا أثر له وتطرد الحقد والضغينة والحفيظة، وترد النفس إلى الفضيلة وتثبتها. بل هي كالطبيب للنفس، ونشيد إلهي سري يُميت الشهوات ويستأصل أشواك الخطيئة. إنها تنقي الحقل وتزرع البذور الطاهرة وتنضج الأثمار. إنها الطيب المنتشر لا بكميته بل بطبيعته. هكذا الكتب الإلهية تعطينا المنفعة العظيمة لا بكثرة كلامها بل بالقوة الكائنة فيها[83].
* أنر نفسك وجسدك بوجود الكتب المقدسة على شفتيك وفي قلبك: فكما أن القباحة تدنسنا وتستدعي الشيطان ليؤذينا، هكذا المطالعة الروحية تنير النفس وتجلب لها نعمة الروح القدس[84].
وجد في الكتاب المقدس المادة الحية لحث شعبه على الحياة الفاضلة، فكانت عظاته على الكتاب التي تكاد أن تكون يومية تحمل تفسيرًا سلوكيًا عمليًا. يظهر هذا بوضوح في عظاته على إنجيل القديس متى حيث أكثر الحديث عن الصدقة حتى قال: الآن أشعر بالخجل من الصدقة فقد تكلمت عنها كثيرًا، وإن كنت لم أبلغ الثمر اللائق. حقًا لقد تزايد عطاء البعض للفقراء لكن ليس كما أود...".
 |
هذا وقد أوضح أهمية الكتاب المقدس للحياة الفاضلة، إذ يقول: "تبدو أباطيل العالم كبيرة، إذ هي كالظل الذي يكون ضخمًا حينما تكون الشمس بعيدة، أما وقت الظهيرة حيث تكون الشمس فوق رؤوسنا فيتضاءل الظل. هكذا تبدو الضعفات البشرية ضخمة للبعيدين عن الفضيلة، أما الذي يقف تحت نور الكتاب الإلهي المبهر فيراها واهية وصغيرة وباطلة، وسريعة الهروب".
"إن النبي العظيم داود لعلمه بالفائدة الجمة من مطالعته الكتب المقدسة كان دائمًا يصغي بكُليته إليها ويلذذ بالحديث عنها. أما هو القائل: طوبى للرجل الذي لم يسلك في مؤامرة الأشرار... يكون كغرس مغروس على سواقي
المياه يعطي ثمره في حينه وورقه لا يذبل، وكل ما يعمل يصلح". فوجود الشجرة على سواقي المياه يعطيها الريّ الدائم الواقي إياها من تقلبات الطقس فلا تضرها أشعة الشمس المحرقة ولا الهواء الجاف، لأن الرطوبة الكافية داخلها تلطف لها حرارة الشمس. هكذا النفس الواقفة أمام ينابيع الكتابة الإلهية تستقي منها الحياة وتنعم بندى الروح القدس..."التمرين على مطالعة الكتب الإلهية هي الميناء الهادئ والسور الحصين الذي لا ينهدم...
إنها تطرد اليأس، وتحفظ الوداعة، وتغني الفقير أكثر من الغني، وتبعد الأغنياء عن الخطأ، وتجعل الخاطئ صديقًا، وتقود الصديق إلى المأوى الحصين، وتستأصل الشر وتزرع الخير حيث لا أثر له وتطرد الحقد والضغينة والحفيظة، وترد النفس إلى الفضيلة وتثبتها. بل هي كالطبيب للنفس، ونشيد إلهي سري يُميت الشهوات ويستأصل أشواك الخطيئة. إنها تنقي الحقل وتزرع البذور الطاهرة وتنضج الأثمار. إنها الطيب المنتشر لا بكميته بل بطبيعته. هكذا الكتب الإلهية تعطينا المنفعة العظيمة لا بكثرة كلامها بل بالقوة الكائنة فيها.
"اَنر نفسك وجسدك بوجود الكتابة المقدسة على شفتيك وفي قلبك: فكما أن القباحة تدنسنا وتستدعي الشيطان ليؤذينا، هكذا المطالعة الروحية تنير النفس وتجلب لها نعمة الروح القدس".
_____
[80] In Mat, hom 66: 3.
[81] In Ps. PG 55: 513.
[82] المطران أبيفانيوس، ص 9.
[83] المطران أبيفانيوس، ص 10.
[84] المطران أبيفانيوس، ص 11.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/chrysostom-virtuous-life/bible.html
تقصير الرابط:
tak.la/vwxv33y
