لا
وما يعنينا هنا هو حفظ الإنسان نفسه طاهرًا، الأمر الذي يحتاج منه أن يخوض معركة الدنس والنجاسة التي يُشْهِر إبليس أسلحتها في الدش وعلى الإنترنت وفى الاتجاهات والمبادئ التحررية التي تفرضها العولمة أي النظام العالمي الجديد على كل شعوب الأرض بالإضافة إلى انتشار الإباحية وصور الفساد وكل الوسائل المعثرة التي أصبحت مقيمة في كل بيت على مدى ساعات النهار والليل والتي تحيط بالإنسان من كل جانب.
وهذه المعركة طبيعتها روحية شديدة الضراوة وتحتاج
من الشخص الذي يخوضها قوة الروح، كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.
وقوة الروح منبعها الثبات في الله والتمسك
به. ومن أقوى عوامل الثبات في الله
الصلاة والتناول
إذا مارسهما الإنسان بعمق وحرارة. وبقدر الثبات في الله بقدر سهولة المعركة
وضمان الغلبة فيها. لأن الثبات في الله يعنى حضور الله في حياة الإنسان. وبحضور
الله في حياة الإنسان يتحصن الإنسان بقوته وحمايته. فيكون الله هو درع الأمان
والحماية له ويمكن لهذا الإنسان أن يقول مع
داود النبي "الساكن في عون العلى يستريح في ظل إله
السماء. يقول للرب أنت هو ناصري" (مز90: 1) أو يقول مع المنتصرين على فرعون
ومركباته "الرب قُوَّتي ونشيدي وقد صار خلاصي" (خر15: 2). ومن ثم لا جنس ولا
مال
ولا إلحاد يستطيع أن يقترب إليه. هذا هو الحصن المنيع الواقي لطهارة الإنسان.
وقوة الروح والاحتماء بالله والعوامل البانية لهما ليس الجهاد من أجلها عسيرًا على الإنسان الذي يدرك حقيقة المعركة وخطورتها. وأن التحدي قائم بين إبليس الخطية ومسيح البر، والمصير محتوم بالنصرة أو الهزيمة. أما إذا كان هذا الأمر غائبًا عن الإنسان فلينتبه إلى أنه محتاج إلى وقفة مع النفس وإعمال العقل لحساب المكسب والخسارة، وتوجيه الإرادة للتغيير والاهتمام به. وضرورة تحقيقه لذاته في صورة الكمال الإنساني أي الإنسان العاقل الذي يزن قيمة حياته. ولا يتجاهل حقيقة الحياة الأخرى فيما بعد الموت. وأن هناك قيامة ودينونة وثوابًا وعقابًا. وأن حياتنا هنا على الأرض ما هي إلا لتهيئة نفوسنا طاهرة نقية حتى يمكن أن نتراءى بها أمام الله ويكون لنا نصيب معه في ملكوته "من له أذنان للسمع فليسمع" (مت11: 15).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/sanctity-chaste/remarks.html
تقصير الرابط:
tak.la/j9wmyhf