|
محتويات: (إظهار/إخفاء) |
|
التدريب الروحي المريض يحب المرض فرح وانتباه وغيرة |
إن ما قرأتَهُ في هذا البحث هو بمثابة "روشتة" لطهارتك، وتستطيع أن تستفيد منه بخضوعك لأحكام الشريعة فيما يتعلق بالبتولية والزواج ثم تنفيذ الإرشادات المذكورة في البحث باتخاذها تدريبات روحية لاقتناء حياة الطهارة.
فالتدريب الروحي هو نهاية المطاف في هذا البحث وينبغي أن يكون هو الغاية من قراءتك له. لأنه إن لم تتحول هذه التوجيهات والإرشادات المبنية على تعاليم إنجيلية من معارف نظرية استوعبها عقلك إلى واقع معاش في حياتك فلا فائدة مرجوة منها إطلاقًا.
لأن التعاليم الإنجيلية قال عنها المسيح له المجد إنها "روح وحياة" أي لابد أن تسكن في أرواحنا وتتحول فينا إلى حياة نحياها. ولا يتأتى لنا هذا إلا بتدريب أنفسنا على ممارستها بانتظام ومثابرة. كما يقول معلمنا بولس "أدرب نفسي ليكون لى دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس" (أع24: 16). والتداريب الروحية هي الطريق الذي سلكه آباؤنا القديسون حتى كوَّنوا حياتهم الروحية وبلغوا حياة القداسة.
وهذه التوجيهات ليست جميعها للكل. ولكن لكل قارئ أن يأخذ منها لنفسه ما يناسب خبراته وظروفه وإمكانياته الروحية. ويُدَرِّج نفسه في التدريب عليها توجيهًا بعد آخر.
 |
ويستعين بمشورة أب اعترافه لأنه قادر على توجيهه وإعطائه الدواء الناجع لعلاج أمراضه الروحية، ويرشده للكتب الروحية النافعة التي ذكرنا بعضًا منها في هذا البحث. ويعطيه التداريب المناسبة لقامته الروحية.
والتداريب تحتاج لتعب ومجاهدة مع النفس. ولا يجاهد مع نفسه إلا من له رغبة حارة في اقتناء حياة القداسة. ولا تتولد هذه الرغبة إلا عند من أدرك مجد وقيمة القداسة للحياة السماوية. ولعل هذا البحث يكون قد غطى جزءًا مما ينبغى إدراكه.
للأسف فإن بعض الذين يعانون من المتاعب الروحية والضعفات السلوكية يرزحون تحت سلطانها. وقد يشتكون منها لقلقهم على مصيرهم الأبدي. ويأخذون نصائح وإرشادات روحية وقد تتكرر النصائح والإرشادات دون أن يحاولوا أن ينفذوا شيئًا منها. وقد يبدأون فعلًا في التنفيذ ولكن سرعان ما يضيقون بها ويستكينون لضعفاتهم مثل المريض الذي يحب المرض، يشكو منه ويأخذ روشتات كثيرة ولكنه لا ينفذ شيئًا من العلاج.
مثل هؤلاء يحتاجون إلى مرور المسيح بهم كما مَرَّ بالمُقْعَد منذ 38 سنة ويأمرهم بالقيام من مرضهم وذلك من خلال سماع صوته في أي ظرف أو مناسبة. وإذا لم يستجيبوا لصوته فقد يحتاجون إلى افتقاده لهم بتجربة توقظهم من سبات توانيهم وتكاسلهم عن أبديتهم. وليتنا نستيقظ من أنفسنا بدل أن توقظنا التجارب والآلام.
بل ليتنا نفرح بالأكثر إذا افتقدنا الله بالتجربة. لأنه لا يفعل ذلك إلا مع محبيه "لأن الذي يحبه الرب يؤدبه" (عب12: 6). ومع الودعاء لأنه يهديهم في طرقه فهو "يُعَلِّم الودعاء طرقه" (مز25: 9). وهو يفعل معهم ذلك لكي يزكيهم لنوال الأكاليل "طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لأنه إذا تزكَّى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه" (يع1: 12).
لننتبه إذًا "إنها الآن ساعة لنستيقظ.. فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور. لنسلك بلياقة... لا تصنعوا تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات" (رو13: 11).
ولنمتلئ حماسًا وغيرة من هؤلاء المضيئين كالكواكب في ملكوت أبيهم السماوي (دا12: 3). المتسربلين بثياب بيض (رؤ7) الذين لم يتنجسوا لأنهم أطهار، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. واقفين على البحر الزجاجي يعزفون بقيثاراتهم وهم يترنمون ترنيمة جديدة (رؤ15). هم أمام عرش الله لن يجوعوا ولن يعطشوا بعد لأنه يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية (رؤ7).
والرب معك ويعينك.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/sanctity-chaste/epilogue.html
تقصير الرابط:
tak.la/22tf9ch
