لا طلاق في
المسيحية ولكن هناك أسبابًا صحيحة لانحلال الرابطة الزوجية: السبب الأول:
الموت. السبب الثاني:
علة الزنا وهى العلة القانونية للانفصال
حسب وصية الإنجيل. وذلك سواء الزنا الجسدي بالتصاق أحد الزوجين بجسد آخر، أو
الزنا الروحي بارتداد أحدهما عن الإيمان. السبب الثالث: بطلان الزواج لأسباب لم يكن يصح معها
الزواج أصلًا مثل المرض العقلي أو النفسي أو الأمراض العضوية السرية مثل الزهري
والسيلان والجزام والبرص والجرب الغير قابل للشفاء، أو عدم تكامل الأعضاء
الجنسية أو العنة العضوية أو العنة النفسية أو الغش في السن أو البكارة أو
القرابات المحرمة أو الأمراض السابقة على الزواج التي تنتقل عن طريق الدم مثل
الإيدز وغيره. وانحلال الزواج لهذه الأسباب الثلاثة يسمح للطرف المتضرر من
الزوجين بالارتباط بزيجة ثانية، ويعطيه المجلس الإكليريكي في هذه الحالة
تصريحًا بالزواج، ولا غبار على زواجه، ولا يصح الاضطراب أو الانزعاج من جهته
فإن زواجه قانوني وشرعي طالما في يده تصريح من المجلس الإكليريكي. السبب الرابع:
ما يسمى باستحكام النفور واستحالة العشرة بسبب سوء
التفاهم ورداءة التعامل. وهذا السبب حَرَّم
المسيح زواج أصحابه بقوله "إن من
طلق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني. والذي يتزوج بمطلقة يزني" (مت19:
9). وبناء على الوصية الإنجيلية لا تصرح
الكنيسة لهذا النوع بالزواج. وقد يعترض
البعض على موقف
الكنيسة المتشدد ويقولون كيف تجبر
الكنيسة إنسانًا لكي يعيش مع
طرف آخر صارت تستحيل الحياة معه؟ والإجابة باختصار: 1 -
الكنيسة لا تتمم أصلًا الزواج إلا برضا الطرفين.
كما أنها تصمم إخلاءً لمسئوليتها على ضرورة قضاء فترة زمنية وضعت لها حدًا أدنى
هي فترة الخطوبة لكي يختبر كل طرف مدى توافقه للحياة المشتركة مع الطرف الآخر.
كما أنها تبذل كل جهدها لتقريب الطرفين إلى الله
بالتوبة والاعتراف والتناول
والالتصاق بالله في هذه الفترة حتى يقوم زواجهما على أساس روحي. كل هذه عوامل
لاستقرار
الأسرة المسيحية. وعدم التزام الزوجين أو أحدهما بها أو عدم مراعاته
لها لا يصح أن يُلقى باللوم أخيرًا على
الكنيسة. 2 -
إن الزواج تحكمه قوانين وتشريعات تخص الشريعة
والمجتمع المدني معًا فيما يسمى بقوانين الأحوال الشخصية. وكما يخضع المسيحي
لقوانين المجتمع فيما يصدر منه من مخالفات مدنية أو جنائية وغيرها فإنه ملزم
بالخضوع لقوانين الأحوال الشخصية فيما يتعلق بكيان
الأسرة. وكما لا يعترض على
أحكام القضاء النهائية المؤسسة على القانون الوضعي هكذا لا يصح اعتراضه على
الأحكام الشرعية المؤسسة
على وصايا الإنجيل مصدر التشريع للقوانين التي تنبني عليها هذه 3 -
وإن قيل إن هذه غلطة عُمْر فالرد المباشر إن القتل
غلطة
عمر والرشوة والاختلاس غلطة عمر. ولكن هذا لا يمنع من خضوع صاحبها لعقوبتها
المقننة لها إن كانت إعدامًا أو سجنًا مدى الحياة أو أعمالًا شاقة مؤبدة. وكما
يقولون إن الجهل بالقانون لا يعفي من العقاب. 4 -
أما السبب الجوهري من الناحية الروحية لعدم التصريح
بالزواج للمطلقين بسبب استحكام النفور واستحالة العشرة فهو عدم التزامهما
بوصايا الإنجيل من احتمال وتسامح واتضاع وبذل ذات.. لأنه إن وجدت هذه لاستمرت
حياتهما الزيجية في سلام ولاعتدلت أحوالهما ولتدخلت نعمة الله معهما وعاشا في
سعادة حقيقية. ومن لا يسمع لصوت الله لا تسمع له
الكنيسة. 5 -
إن
الكنيسة لا تجبر إنسانًا على العيشة مع زوج
رغمًا
عنه ولكنها لكل الأسباب السابقة تقول له إن أردت الانفصال لأنك أسأت الاختيار
أو لعدم قدرتك على الاحتمال ولعدم رغبتك في
الخضوع لوصايا الإنجيل في التعامل مع شريك الحياة فلا مانع من انفصالك عنه ولكن
بشرط عدم الارتباط بزيجة أخرى، ولك أن
تختار أحد أمرين إما المصالحة مع زوجك إما الانفصال مع عدم
الارتباط. من كل هذا نرى واضحًا أنه لا ذريعة للمعترضين يحق لهم بها
الاعتراض على التزام
الكنيسة بالتشريع الإلهي، كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وعليهم أن يتوبوا عن خطاياهم ولا
يتعالوا على الشريعة بل يغيروا أنفسهم وليس الشريعة وأن يرتفعوا لمستوى تعاليم
مسيحيتهم في المحبة والاتضاع والقداسة التي محلها الأول هو
الأسرة قبل أي كيان
آخر وأن يتذكروا كيف سيواجهون الله في اليوم الأخير. ولذلك قبل شروعهم في
الطلاق يجب أن يراجعوا أنفسهم لمحاولة الكشف عن العيب الذي فيهم هم أولًا قبل
إلقاء اللوم كله على الطرف الآخر. ومحاولة مواجهة أسباب الشقاق بشفافية
وانفتاح قلب أمام الله. أما إذا لجأ أحد المطلقين أو المطلقات إلى تغيير مذهبه
المسيحي أو ملته الأرثوذكسية لكي يجد مخرجًا لزواجه فإنه غفل عن أن هروبه من
سلطان
الكنيسة هو هروب من وصية الله. وكذلك كل مَن يرتبط به يخرج أيضًا عن
الوصية. ومَن يرتد عن الوصية المقدسة تصير له الأواخر أشر من الأوائل (2بط2:
20، 21) أما الذين يحفظون الوصية فطوباهم لأنه "يكون سلطانهم على شجرة الحياة
ويدخلون من الأبواب إلى المدينة (أورشليم السمائية)" (رؤ22: 14).
الأحكام.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/marriage-faith/divoced.html
تقصير الرابط:
tak.la/b69xh7y