محتويات: (إظهار/إخفاء) |
كيف نُميِّز بين الحب الجسدي والمحبة الروحية الحب الجسدي يعيش في الظلمة المسيحية تؤيد الحب الزيجي |
حتى لا يسقط الشاب أو الفتاة في هاوية الحب الجسدي متوهمًا كل منهما أنه هو الحب الروحي يجب أن يعرف كيف يفرق عند الاختيار للزواج بين الحب بمعناه الجسدي والحب بمعناه الروحي.
فالحب الشهواني واضح أنه يسبق دائمًا الاختيار المتهور بل ويدفع إليه. أما الحب الروحي فهو يتولد بعد الاختيار المتعقل وهو ثمرة له، ينمو يوما بعد يوم بمقدار ما يقدم الطرفان لبعضهما من خدمة وتضحية وفضيلة واحترام متبادل ووفاء. وثمار الحب الروحي كثيرة وأحلى وأنفع من الثمرة اليتيمة للحب الجسدي وهى اللذة.
الحب الحسي ينشأ من ميول الجسد الطبيعية لذلك فهو شهواني وأعماله في الظلمة. أما الحب الروحي فهو من روح الله (1يو4: 7). لذلك فهو طاهر وأعماله في النور. الحب الجسدي يأخذ ويسيطر ويطمع لأنه لا يشبع، والحب الروحي يعطي ويخدم ويبذل لأنه عفيف قنوع.
الحب الشهواني وقتي يتبدد لأي طارئ ويزول بزوال اللذة والمنفعة، والحب الروحي دائم لا يسقط أبدًا (1كو13: 8). لأنه بدون غرض وغير نفعي. الحب الجسدي يغضب وينتقم لأتفه الأسباب لأنه لا يعرف الله، والحب الروحي يحتمل (1كو13: 7). ويسامح في كل الأوقات من أجل محبة الله.
الحب الحسي يشتت ويقسم ويهدم لأنه أناني يطلب ما لنفسه والحب الروحي يبني ويربط أواصر العلاقات بين أفراد العائلة الواحدة لأنه لا يطلب ما لنفسه (1كو13: 5). الحب الشهواني قائم على الغريزة والغريزة عمياء حمقاء (د. يوسف مراد - مبادئ علم النفس العام، 1954 ص92) لذلك فهو لا يبصر مندفع ويقود إلى الهلاك، والحب الروحي قائم على العقل والعقل نور كشاف لذلك فهو مبصر حكيم ومُترو (1كو13: 4) وهاد.
من هنا يظهر معنى الحب الجسدي ويتضح مفهوم الحب الروحي الذي يجب أن ينبني عليه الزواج المسيحي.
الحب الذي يركز على الجسد ينمو عادة بعيدًا عن الأنظار ويمارس أعماله في الخفاء لأنه حب مملوء بالخطية والخطأ، وعلاقاته كلها مستترة لأنها علاقات آثمة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. والمسيحية ضد هذا النوع من الحب الذي يتجنب النور ويستريح أصحابه -كالخفافيش- للعيش في كهوف الظلام. لأن ربنا يسوع المسيح يُعلمنا أن نسير في النور فيقول لنا "سيروا ما دام لكم النور لئلا يُدرككم الظلام" (يو12: 35). لذلك يجب أن يدرك كل شاب وشابة أن كل حب في الظلام هو خطية.
وقد يظن بعض الشباب أنهم طالما يصولون ويجولون في مغامراتهم الشبابية في واضحة النهار أو وسط الأضواء المنيرة ليلًا تحت مسمع وبصر عامة الناس وبمعرفة زملائهم وأصدقائهم فإنهم يعتقدون أنهم يسيرون في النور وأنهم لا يفعلون شيئًا في الظلام ولا يدرون أنهم واهمون في ذلك لأن كل تصرفاتهم وتحركاتهم إنما يقومون بها بعيدًا عن أعين الكبار المسئولين عنهم وعن توجيههم وعن توبيخهم وعن إظهار الخطأ والصواب لهم، ولهم حق محاسبتهم على تصرفاتهم. أما الزملاء فليس لهم هذا السلطان وكذلك عامة الناس، لأنهم لا يعرفونهم فكأنهم يتصرفون في الظلام تمامًا. وحتى لو كانوا يتصرفون وسط مجموعة راضية عن تصرفاتهم تلك أو مشجعة لهم فإنهم يشبهون من يسرق وسط جماعة من اللصوص ويعتقد في نفسه أنه أمين.
فالمحبة الطاهرة النبيلة المضحية السامية البعيدة عن الحسية والتعلق والبعيدة عن الاتفاقات والمقابلات غير المعروفة للأهل، هذه المحبة المتعقلة المنتهية "بالزواج المسيحي" تختلف كثيرًا عن الحب بمعناه الدارج الذي يبدأ مزيفًا تحت أي اسم أو أي مبدأ. ثم ينقشع عنه القناع عند السقوط فيكتشف الإنسان أنه لم يكن سوى حب لللذات وانغماس في الشهوات وخضوع للغرائز وهو كالثمرة المسروقة قد تبدو حلوة ولكنها تخلف وراءها مرارة السقوط وألم تأنيب الضمير.
إنه الحب المريض الذي يسقط في هاويته شبابنا نتيجة نقص في الفهم وقصور في فكر كل جنس منهما عن الجنس الآخر.
ولعل التربية الجنسية السليمة والرعاية الروحية الحكيمة التي يُقدّمها البيت لشبابنا في الطفولة والمراهقة تعطيه بصيرة واستنارة تجنبه السقوط في هاوية الحب المريض.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/engagement/love-body-vs-soul.html
تقصير الرابط:
tak.la/43353gz