محتويات: (إظهار/إخفاء) |
هل الحب شرط للاختيار ويجب أن يسبقه؟ مفهوم الحب الحب الجسدي تورط الشباب في الحب الجنسي جموح الحب الجسدي أمثلة الزواج المبني على الحب الجسدي |
بما يعني أن حب الجسد مرتبط بالميل الجنسي الذي يظهر في محاولة كل من الشاب والفتاة إلى ملاحقة الواحد منهما للآخر. وإن كان هذا الميل غريزي فطري إلا أن الانحراف به ينتج عن:
(أ) عدم إدراك قيمة فضيلة الطهارة وأهميتها التي يقول عنها الكتاب إنه "بدونها لن يرى أحد الرب" (عب12: 14). أي أنها شرط لمعاينة الله في الحياة الأبدية.
(ب) انعدام مخافة الله في قلوب البعض من جهة شناعة خطايا الجسد كما يصفها الكتاب المقدس في (تك6: 1-7، أم5: 1-23، 2بط2: 6)، بحيث أنهم أصبحوا ينظرون إليها أو يفعلونها كما لو كانوا يشربون الإثم كالماء (أى15: 16).
وواضح أن هذه العلاقات هي ما يطلقون عليه الحب، هذا النوع من الحب إذا أخذ فرصة كافية لأن يزيد وينمو فإنه يصبح في كثير من الأحيان دافعًا قويًا لاختيار الطرفين لبعضهما البعض للزواج مهما كانت العوائق والحواجز التي قد تكون دينية أو اجتماعية. وهذا ليس غريبًا على طبيعة السلوك الغريزي الذي يعرفه علماء النفس بأنه "سلوك جامد لا يتغير حين يتغير الموقف الخارجي كما لو كان سلوكًا أعمى لا يرى التغيرات الخارجية، إنه سلوك تعوزه مرونة التكيف" (د. عزت راجح، أصول علم النفس ص384).
لذلك قد تفشل محاولات النصح من جميع الأطراف العائلية والدينية وأحيانًا الأصدقاء والمعارف لردع الطرفين عن هذا الاختيار، وتضيع هباء بالرغم مما تبذله هذه الأطراف من جهود الإقناع الفكري وبيان النتائج الضارة المترتبة على هذا الاختيار. ذلك لأن العقل في كليهما يكون حينئذ قد طمس إلا عن هذه الرغبة، والبصيرة قد عميت إلا عن هذه الشهوة، والفهم توقف إلا عن هذه الإرادة بسبب سيطرة العوامل الجنسية الغريزية والحب الجسدي المحض والعاطفة الحسية الخالصة على العلاقة بين الطرفين.
أمثلة ذلك كثيرة مثل زواج طرف من دين بطرف من دين آخر. وذلك مثال ما يحدث مع شاب أهوج ضعيف الإرادة غير متين في مبادئه وفي أخلاقه يقع تحت تأثير فتاة غريبة لأي عامل من العوامل فينجذب من شهوته للسير معها ومرافقتها، ويملأ نظره وسمعه وفكره وقلبه من صورتها وكلماتها يومًا بعد يوم حتى يأتي الوقت -دون أن يدري- فتسيطر عليه بكل كيانها وتستغرقه في دائرة عبودية هواها، ويجري خلفها كأنه "كلب مربوط بسلسلة" (تعبير آبائي عن الإنسان المستعبد لشهواته). تشده نحوها وينتهي الأمر أخيرًا بما لم يكن في الحسبان ألا وهو الزواج الحتمي بها أيًا كانت النتائج!
أو مثال فتاة راشدة ولكنها تنخدع بكلمة مديح لجمالها أو ملبسها أو ذكائها أو اجتهادها، أو تأسرها خدمة أو جميل أو مجاملة لها من شاب غريب معها في العمل، أو تعرف عليها بطريقة ما فتتعلق به وتستمر في تعلقها به حتى تتزوج منه.
أو مثال فتاة صغيرة مراهقة تتعرف بشاب من الشارع أو من السكن المجاور أو المقابل أو في إحدى وسائل المواصلات ولربما لا يعرف أحدهما من قبل عائلة الآخر أو ظروفه الاجتماعية والعلمية أو ديانته، وقد يكذب طرف على آخر فيما يقدم من بيانات عن نفسه، وقد يعرف الاثنان أصل بعضهما وقد تكون المفارقات كبيرة بينهما ومع ذلك يسيران مع بعضهما مرة ومرات بدافع الميل الجنسي لا غير، وتتوطد العلاقة بينهما لعدة سنوات حتى تنتهي بالزواج مهما كانت تلك المفارقات اجتماعية أو دينية، فهو لاشك زواج قائم على أساس صبياني أو تغرير أحد الطرفين بالآخر.
وواضح أن الاختيار في كل هذه الزيجات يضحي فيه أحد الطرفين بدينه أو مركزه أو بزوجته وأولاده أو بأهله وأقاربه جميعًا مما يشير إلى أنه اختيار يتسم بعدم الحكمة والاستهتار ويؤدي إلى زواج لا يتقبله الناس ولا يرضى عنه الله، ومثل هذا الزواج لا يُعمّر طويلًا، وإذا عمّر لا يخلو من المنغصات القاتلة التي تنتهي أخيرًا بالطلاق أو القتل أو الانتحار أو دوام الشقاق.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/engagement/love.html
تقصير الرابط:
tak.la/d75hama