محتويات:
(إظهار/إخفاء) لاشك أن فترة الخطوبة تكون لها ذكرياتها الحلوة الخاصة في
حياة كل من الشاب والفتاة. ويرجع ذلك إلى أنها تُعتبر فترة صداقة
من نوع جديد بالنسبة لكل منهما. لأن كُلًا منهما يُعتبر عالمًا مُغلقًا
على ذاته بالنسبة للآخر. والخطوبة تفتح أمامهما طريقًا للتعرف على بعضهما
واكتشاف مكنونات وخبايا نفس كل منهما للآخر. وهذا فيه إشباع ممتع لحب الاستطلاع
في جانب يشغل بال كثير ممن هم في سن الشباب. كما أنها فترة خالية من الأعباء العائلية الملزمة لكل منهما
خلافًا لما بعد زواجهما. كما أنها فترة يستمتع فيها كل منهما بتقبل
المحبة
والاحترام والمشاعر الرقيقة والاحتمال من الطرف الآخر، فيحس الواحد منهما
بالسعادة عندما ينال شيئًا من هذه لا يناله داخل أسرته. كذلك هي فترة يتمتع
فيها الخطيبان بالجلسات الطويلة من التقارب الفكري والروحي والقلبي بما هو أكثر
متعة وسعادة في سموه ورقيه من التقارب الجسدي. كذلك تمتاز هذه الفترة بإضفائها إحساسًا بالسعادة على
الخطيبين من حيث هي بداية لتحقيق الذات. وذلك بأن كُلًا منهما عثر على من
يشاركه رحلة الحياة إلى آخر العمر. فلا يجد من هو أقرب منه لكي يصب عنده بكل
فضائله وأعمال محبته من أجل إسعاده. فيحس بوجوده وما يملكه من مواهب وإمكانيات.
ولا وسيلة لتحقيق الذات أصدق من الإحساس بالوجود الفعال والمتجه بفاعليته
لإضفاء السعادة على الآخرين وخصوصًا إسعاد من هو عتيد أن يكون شريكًا للحياة
بطولها وعرضها. كما أنها تحقيق للذات من حيث
هي بداية للشعور بالمسئولية؛
مسئولية المشاركة في بناء العالم الأرضي والملكوت السماوي أيضًا. وذلك من خلال
تكوين أسرة هي الخلية الأولى للمجتمع البشري الذي سيبني المجتمع السماوي وهو
الهدف الإلهي من خلقة الإنسان. ولاشك أن قيام الإنسان بدورٍ في بناء العالم
والملكوت هو تحقيق للذات. كذلك هي تحقيق للذات من حيث
هي فترة لتبادل الرأي والمشورة
في كيفية تحقيق السعادة من خلال بناء أسرة من نموذج خاص، لها مبادئها وقيمها
والأسس التي ستعيش عليها. ولاشك أن إبداء الرأي والمشورة خصوصًا عندما يكونان
صائبين هو تحقيق للذات أيضًا. وتحقيق الذات هو أكثر ما يجلب الرضى عن النفس. والرضى عن
النفس مفتاح الشخصية المتكاملة. وهذا كله يزين فترة الخطوبة ويجملها
ويَسِمُهَا بالبهجة والسعادة. ويا ليت كل خطيبين يستشعران جوانب هذه البهجة
والسعادة في فترة خطوبتهما.
إن فترة الخطوبة ليس لها بهجتها فقط بل لها أهميتها أيضًا، كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لأنها فترة حاسمة في حياة كل من الشاب والفتاة. إذ عليها يتقرر مصيرهما الزيجي
الذي يدوم مدى الحياة، ومن المفروض أن يزداد فيها التعارف بينهما وتتكشف
ميولهما وطباعهما وانفعالاتهما ومستوى ألفاظهما ونوع ذوقهما، بحيث بعد أن
تنطبع في ذهن كل منهما صورة الحياة والتعامل بينهما فيما بعد زواجهما، يتمكنا
من أن يقررا زواجهما من عدمه. لذلك يجب أن ينتبها إلى بعض الأمور حتى لا يتراجعا في
قرارهما:
إن ما يلاحظه المرء من أخلاقيات وسلوكيات في الطرف الآخر في
فترة الخطوبة يجب أن يعي أنها في غالب الأحيان ستستمر طيلة رحلة العمر. حتى
إذا ما تم الاتفاق على إتمام الزواج فلا انتظار لأي تغيير أو إصلاح. لأنه كما
يقولون "من شبَّ على شيء شاب عليه". لذلك من أخطر المهام لكلا الخطيبين في
فترة الخطوبة هو انتهاز فرصتها من أجل اكتشاف الواحد منهما لشخصية الآخر،
لإمكان إصدار الحكم السليم على الارتباط.
بهجة فترة الخطوبة
أهمية فترة الخطوبة
الطبع لا يتغير
تحقيق المنهج الروحي كهدف جوهري في فترة الخطوبة
تصرفات الخطيبين التي تفوت فرصة تحقيق الهدف
مسيرة فترة الخطوبة
بهجتها (بهجة فترة الخطوبة):
أهميتها (أهمية فترة الخطوبة):
الطبع لا يتغير:
تحقيق المنهج
الروحي كهدف جوهري في فترة الخطوبة:
إن أكثر ما يجب التركيز على اكتشافه في الطرف الآخر في
فترة الخطوبة هو الميول والتوجُّهات الروحية لأنها الحارس الحقيقي لاستقرار
الأسرة. والتوجُّهات الروحية تتضمن ممارسة الواجبات الروحية بانتظامٍ ومثابرةٍ، كما تتضمن ثمرها، وذلك في السلوك الروحي من وداعة وتعفف واحتمال وبذل وحرص
على إرضاء الطرف الآخر. بحيث إذا أمكن الاطمئنان على ثبات المنهج الروحي
والسلوك الروحي يكون هناك اطمئنان أيضًا على وجود الأساس السليم الذي ستبنى
عليه الحياة بعد الزواج. وكذلك توافر التوافق بينهما الذي يمكنهما من أن يعيشا
حياة مشتركة تحت سقف واحد. لذلك يجب أن يكرس كل من الشاب والفتاة فترة الخطوبة
لتحقيق هذا الغرض.
لكن عندما يتوه البعض عن الهدف الجوهري من فترة الخطوبة فيقضيها كما يشاء. حينئذ يفاجأ بحلول الموعد المحدد لعقد الإكليل فيرى أنه لا يمكن أن يرجع بعقارب الساعة إلى الوراء لكي يتدارك الفرصة التي فاتته. وهكذا يبدأ حياته غير واعٍ بما يمكن أن يقابله من مواقف وتصرفات وسلوكيات لم يكن قد أعد نفسه بعد لمواجهتها.
إذ اتضحت الوظيفة الهامة لفترة الخطوبة يجب التنبه لبعض التصرفات التي تضيع على الخطيبين فرصة استثمارها وذلك لتفاديها، وأهمها:
- إن انغماس الخطيبين في الشهوات الحسية في فترة الخطوبة ظنًا منهما أنها هي المحبة يجعلهما ينسيان نفسيهما في غمرة عواطفهما فتضيع عليهما فرصة تلك الفترة في استغلالها في تطبيع العلاقات بينهما وتطويع الاتجاهات والميول وتقارب وجهات النظر في مواجهة المشاكل والمواقف. ومن ثم يفاجآن بعد الزواج بالخلافات المستمرة بينهما وعدم فهمهما لبعضهما البعض ويجدان صعوبة في التكيف معًا. ويكتشفان أن عواطف فترة الخطوبة الحسية كانت محبة خادعة غير صادقة وكانت مجرد إشباع شهوات وفوتت عليهما فرصة تفهمهما لبعضهما البعض.
- كذلك بعض الفتيات يحصرن اهتمامهن كله في فترة الخطوبة في ما يقدمه الخاطب من هدايا، وما يتيحه لهن من نزهات وغداء أو عشاء في المطاعم، ويجعلن هذه مقياسًا لحب الخاطب لمخطوبته، كما يطلبن بإلحاح كلمات الحب والمديح. وهذه كلها وإن كانت واجبة من الخاطب نحو مخطوبته إلا أننا إذا قارناها بوجوب اهتمام المخطوبة باكتشاف شخصية خطيبها وطباعه وميوله ومبادئه وتوجيهه نحو النموذج المطلوب للزوج الصالح الذي تستريح إلى عشرته فيما بعد الزواج، لوجدنا أن طلب المديح والأكل والتنزه كان ينبغي أن تأتي في الدرجة الثانية.
لا يصح أن تبدأ فترة الخطوبة مسيرتها بدون توجيه وإرشاد روحي. لذلك يجب أن يرتبط الطرفان من بدء الخطوبة بأبوة روحية واحدة لهما يمكن أن تعالج أمورهما المشتركة معًا أولًا بأول، لإمكان تلافي أي خلافات تعطل مسيرتهما. ولا يصح أن يخجل كل من الخطيبين من كشف أمورهما أمام أبوتهما الروحية المشتركة التي اختاراها لنفسيهما. سواء كانت أمورًا تحتاج إلى استفسار أو إلى طلب توجيه وإرشاد أو طلب صلاة من أجلها.
وأحيانًا يُصرُّ أحد الطرفين بعناد ألا يكشف الاثنان تصرفاتهما أمام الأبوة الروحية. ولكن هذا قد يؤدي إلى فشل الارتباط خصوصًا إذا كان الطرف الآخر يعبر عن ضيقه من هذه التصرفات، وفي نفس الوقت عاجز عن إقناع الطرف الأول بضيقه لكي يكف عنها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/engagement/duration.html
تقصير الرابط:
tak.la/38nwgjy