St-Takla.org  >   books  >   fr-salaib-hakim  >   engagement
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الاختيار والخطوبة في الإيمان المسيحي - القمص صليب حكيم

34- الفصل السادس: مواصفات سلوكيات فترة الخطوبة

محتويات: (إظهار/إخفاء)

1 - ظهور الإنسان على طبيعته
2 - الالتزام بالصدق والصراحة
3 - المبادرة بالتعبير عن المحبة
4 - التمييز بين معاملة الخاطب ومعاملة الأهل والأصدقاء
5 - وضع حد للعلاقات السابقة مع الآخرين
6 - العدول عن الانفتاح الزائد على الجنس الآخر
7 - مراعاة المخطوبة لإصلاح ما ينتقده خاطبها فيها
8 - عدم التدخل في أمور عائلة الآخر
9 - عدم تثقيل الخاطب في زياراته
10 - أخذ الخاطب رأي والديه لا ينفي رجولته
11 - متى يتهم الخاطب بالبخل
12 - عدم التأثر بالآراء الهوائية في قرار الارتباط
13 - الرقابة الأسرية
14 - الخطيبان شريكان في اختيار ما تجهز به شقتهما
15 - مدة الخطوبة

نظرًا لأن سلوكيات فترة الخطوبة هي مؤشر لسلوكيات ما بعد الزواج. لذلك يجب أن تتميز هذه السلوكيات ببعض الصفات أهمها:

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1 - ظهور الإنسان على طبيعته:

إن ظهور الإنسان على طبيعته أمر مطلوب بين الخطيبين، والغرض منه عدم تعتيم أحدهما على الآخر في طباعه وميوله وسلوكياته لإمكان اطمئنان كل منهما لتقبل الآخر من عدمه.

وهذا يتطلب البساطة والتلقائية في التصرف، كما يستوجب تجنب التصنع والتمثيل والرسم على الطرف الآخر. لأن هذا فيه غش وخداع، ويشكل خطورة على مستقبل الأسرة فيما بعد. وكثيرًا ما نسمع عبارة "ده ما كانش كده قبل الزواج". وقد يخفي التصنع والتمثيل أمرًا يصعب احتماله من الطرف الآخر فيما بعد الزواج، مما يؤدي إلى انحلاله، وحينئذ تكون النهاية مرة والخسارة عظيمة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2 - الالتزام بالصدق والصراحة:

إن الصدق والصراحة أمران جوهريان للتعامل بين الخطيبين، وبهما يستريح قلب وفكر كل منهما نحو الآخر، إذ تكون الأمور كلها واضحة لا يشوبها اللَّبْسُ أو الغموض. لذلك يجب تحاشي اللف والدوران، كما يجب الامتناع عن الكذب كلية، لأنه مع الكذب تستحيل الحياة بين طرفين، لأنه متى فقد أحدهما مصداقيته صار الآخر تائهًا في ظلام وضلال، ولا يطيق أحد أن تكون حياته هكذا.

إلا أنه أحيانًا يوجه أحدهما سؤالًا للآخر لا يريد الآخر الإجابة عليه لأنه لا يصح أن يدخل في دائرة اهتمام الأول. وعندما يلح الأول على الآخر فإنه يجبره على الكذب.

لذلك يجب أن يعي الخطيبان أن هناك أمورًا خاصة بكل أسرة وبكل فرد تُعتبر كأسرار أو كأمور داخلية ولا تكون هناك رغبة للإفصاح عنها. وفي نفس الوقت لا علاقة لها بالزواج المزمع ولا تؤثر عليه لا من قريب ولا من بعيد ولا يصح السؤال عنها.

لذلك إذا فرض وسُئل أحدهما عن أمر لا يريد الإجابة عليه فبكل بساطة يعتذر للآخر عن الإجابة بعبارة هادئة مثل "لا داعي لهذا السؤال" أو "أَجِّل هذا السؤال الآن" أو "مش هقدر أجاوب على السؤال ده". وفي هذه الحالة يجب على السائل أن لا يُعتبر عدم الإجابة أنها عدم ثقة أو عدم إخلاص لأن هذا الاعتبار غير عاقل.

 

عدم الانحراف بمفهوم الصراحة:

St-Takla.org Image: Problems between couple, family and marriage issues, husband and wife صورة في موقع الأنبا تكلا: شخصان لديهم مشاكل، مشاكل أسرية، مشكلات بين الزوجين (العائلة)، أزوج و زوجات

St-Takla.org Image: Problems between couple, family and marriage issues, husband and wife

صورة في موقع الأنبا تكلا: شخصان لديهم مشاكل، مشاكل أسرية، مشكلات بين الزوجين (العائلة)، أزوج و زوجات

إن كانت الصراحة أمرًا مطلوبًا بين الخطيبين. إلا أنه يجب التنبه إلى أن البعض ينحرف بالمقصود منها وذلك:

أ - عندما يحكي عن مشاكل أو خلافات في داخل الأسرة سواء بين الوالدين أو بين الإخوة والأخوات أو الأقارب، أو أزمات وأحداث لا يعلم أحد عنها شيئًا أو أخبار يومية عما يجري في داخل الأسرة، أو أن الأسرة لها أملاك عقارات أو أطيان أو ودائع أو أسهم في شركات أو أن بعض أفرادها مصابون بأمراض أو تجارب مختلفة. ولا يدري هذا البعض أنه بهذه الحكايات يفشي أسرار الأسرة ويفضحها في كثير مما يقوله فيُسيء إليها كما يُسيء في ذات الوقت إلى نفسه حيث يُغير نظرة الطرف الآخر إليه ويترك لديه انطباعات خاطئة ويسبب له ظنونًا أو شكوكًا ليست في محلها قد يأخذها سلاحًا ضده في وقت الغضب.

ب - أو عندما يحكي عن خطاياه وسقطاته الماضية أو مغامراته مع الجنس الآخر، ويظن أن هذه هي الصراحة. ولكن ليست هذه الصراحة من الحكمة لأنها:

أولًا: تخلق الشك في نفس الطرف الآخر. لأن بعض الذين يرتكبون خطايا يكونون قد تابوا توبة حقيقية وتركوا طريق الخطية. ولكن بعضهم تظل ميول الخطية تطاردهم ويسقطون فيها كلما سنحت لهم الفرصة حتى بعد الزواج. والطرف الآخر لا يستطيع أن يقطع باليقين ما إذا كان ذلك الطرف قد تاب أم لا، لذلك يفضل هذا الطرف في هذه الحالة أن لا يرتبط.

ثانيًا: إذا تمت الخطوبة وتم بعدها الزواج فإن هذه الصراحة تترك أثرًا سيئًا في نفس الطرف الآخر، ويظل سوء الظن يطارده طيلة حياته، ويفسر به كثيرًا من المواقف البريئة مما يعكر صفو الحياة الزوجية.

ثالثًا: إن كان كثير من الخطوبات يتعرض إلى الفك لأسباب متنوعة فكيف يحكي الإنسان خطاياه ويفضح نفسه أمام طرف قد يفك خطوبته منه اليوم أو غدًا؟

رابعًا: إن خطايا الإنسان سر بينه وبين الله ولا يبوح ويعترف بها إلا أمام أب اعترافه من أجل طلب الصفح والمغفرة. فكيف يكشف خطاياه أمام إنسان عادي، أي ليس كاهنًا يحفظ سره ويحالـله من خطاياه!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3 - المبادرة بالتعبير عن المحبة:

لا ارتباط بدون محبة. لذلك نجد أن كُلًا من الخطيبين ينتظر عادة أعمالًا أو تصرفات من الطرف الآخر تُظهر محبته له. والمحبة تقوم دائمًا في العطاء على مستوياته المختلفة. لذلك يجب أن يبادر كل منهما بالعطاء قبل أن ينتظر الأخذ من الآخر. أي يبادر بالمشاعر الرقيقة والكلام المهذب المملوء بالمحبة، وبالهدايا الرمزية المناسبة لحالتهما المادية، والتي يمكن أن تُعبر عن المحبة والتقدير أو الاعتزاز بالطرف الآخر. وكل من يعطي عادة يأخذ. لذلك إذا بدأ أحد الطرفين بالعطاء فلا يصح أن تكون مشاعر الطرف الآخر متبلدة أو يده شحيحة، ولكن بطبيعة الحال في حدود إمكانياته.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4 - التمييز بين معاملة الخاطب ومعاملة الأهل والأصدقاء:

بعض الفتيات والشبان لا يميزون أو لا يفرقون بين معاملة الخطيب ومعاملة الإخوة والوالدين والأصدقاء، غير مدركين أن هناك حدودًا يجب أن يلتزم بها كل من الخطيبين نحو الآخر. لأنه قد لا يحتمل الواحد منهما ما يفعله الآخر مع أهل بيته أو مع أصدقائه.

فالعلاقة مع البيت والأصدقاء تتسم عادة بالحرية في الحركات والألفاظ والانفعالات. كما تتسم بالأخذ أكثر من العطاء. وبتغاضي الأهل والأصدقاء عن الأخطاء، واحتمالهم للحماقات والعصيان والاستهتار والعناد والدلع والكلمات الساخرة أو الألفاظ الجافة أو الجارحة. ولكن هذا كله لا يحتمله الخاطب من الخطيبة أو العكس. لذلك يجب أن يحرص كل منهما على الالتزام بحدود معينة في تصرفاته فلا يتجاوزها، ليس فقط بما لا يغضب الطرف الآخر أو يضايقه، بل وبالعمل على ما يريحه أيضًا ويسعده. لأن هذا هو ما ينتظره كل منهما في ارتباطه بالآخر.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

5 - وضع حد للعلاقات السابقة مع الآخرين:

أحيانًا تكون هناك علاقات محبة قديمة سابقة على الخطوبة بين المخطوبة وآخرين أو بين الخاطب وأخريات، سواء من الجيرة أو القرابات أو الصداقات، وكانت تلك العلاقات تتسم بالانطلاق والحرية الزائدة في الضحك وتبادل كلمات الاستلطاف أو حركات الود والعاطفة الحارة. وهذه لاشك إذا استمرت مع أحد الطرفين بعد الخطوبة يكون لها عادة تأثيرها السلبي على الطرف الآخر. لأن شعور كل من الطرفين هو أن كلًا منهما من المفروض بعد ارتباطهما بالخطوبة يصبح اهتمامه وانعطافه ومرحه وعطاؤه متجهًا نحو الطرف الآخر وليس لأي شخص آخر. لذلك يجب أن يتنبه كل منهما إلى وضع حدٍّ لهذه العلاقات القديمة إن وُجِدَتْ بحيث لا تعكر صفو خطوبتهما وحسن علاقتهما.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

6 - العدول عن الانفتاح الزائد على الجنس الآخر:

أحيانًا يكون طبع أحد الخطيبين الانفتاح الزائد على الجنس الآخر، ويكون تعامله معه بدون تكلف. وهذا يضايق حتمًا الطرف الآخر الذي يعتبر أن هذا الانفتاح خارج عن حدود اللياقة وإساءة إلى شخصه لعدم عمل اعتبار للوضع الجديد كعلاقة بين خطيبين. لذلك يجب محاولة العدول عن هذا الطبع. وإلا فعلى الطرف الآخر أن يهيئ نفسه لقبول ذلك الطرف على علاته.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

7 - مراعاة المخطوبة لإصلاح ما ينتقده خاطبها فيها:

بعض الفتيات يكن قد اعتدن على الملابس الضيقة أو القصيرة أو ذات الألوان الصارخة أو على عطور خاصة أو المبالغة في زينتهن أو أن لهن أسلوب متساهل في المعاملات الاجتماعية. وقد لا يستريح الخاطب إلى كل هذه الأنواع من التصرفات. ومن ثم يجب على المخطوبة أن ترضي خاطبها في طريقة ملبسها وزينتها وعطرها وسلوكياتها في المجتمع حتى لا يصبح أحد هذه الأمور سببًا في تعطيل مسيرتهما نحو الزواج.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

8 - عدم التدخل في أمور عائلة الآخر:

ليس من اللائق أن يتدخل أحد الخطيبين في مشاكل عائلة الطرف الآخر أو التعليق على العلاقة بين الأب والأم أو بين الإخوة أو نقد تصرفاتهم أو إصدار حكم في موضوع الميراث أو الخلافات المادية الخاصة بهم، حتى لو صدرت شكوى من أحد أفراد الأسرة. والأفضل أن يجيب الإنسان بكلمة لتطييب المشاعر وليس أكثر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لأنه مهما كان الأمر واضحًا أمام الإنسان إلا أن هناك خلفيات كثيرة وتاريخًا طويلًا في كل أسرة لمشاكلهم ومعاملاتهم يجعل من الصعب على الغريب عن الأسرة أن يقطع بحكم في أمر يخصهم.

كذلك ليس من حق الخاطب أن يمنع مخطوبته من الاستمرار في وظيفتها أو عملها في فترة الخطوبة طالما هي في بيت والدها. كما يجب ألا يتعدى حدوده في التدخل في طريقة التصرف في مرتبها، أو أن يدفعها لمطالبة أهلها بميراث لها أو أي شيء يظن هو أنه حق لها لدى أسرتها.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

9 - عدم تثقيل الخاطب في زياراته:

لا يصح أن يثقل الخاطب على المخطوبة وأهل بيتها بالزيارات الطويلة أو اليومية أو التي تستمر إلى ساعة متأخرة من الليل. لذلك يحسن أن يُتفق على أيام الزيارة ومواعيدها والفترات الفاصلة بينها، لكي تكون زيارات الخاطب مقبولة ومحبوبة وفيها اشتياق وترحيب به أكثر مما تكون ثقيلة أو تسبب ضيقًا لأهل البيت. ولربما يكون من الصعب على أهل العروس أن يواجهوا الخاطب بنظام زياراته لخطيبته. لذلك يجب أن يتم الاتفاق عليه بين الخاطب وخطيبته. على أن تكون الخطيبة متعقلة وحكيمة مراعية راحة والديها ومصلحة أشقائها في مذاكرتهم أو أوقات راحتهم غير مندفعة وراء عواطفها.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

10 - أخذ الخاطب رأي والديه لا ينفي رجولته:

إنه لا يصح تصغير شأن الخاطب الذي يستشير والديه فأحيانًا تتهم الخطيبة خاطبها بأنه ليس له كلمة أو رأي لأنه يستشير والده أو والدته، وتعتبر هذا نوعًا من عدم الرجولة. وهذا الاتهام يكون في محله عندما يغير الخاطب رأيه لسبب غير مقبول أو لمجرد أن الرأي يتفق مع ذوق أو هوى والديه. أو لمجرد تحكمهما فيه. أما إذا كان قد غير رأيه لما هو أفضل وأنفع وأفيد، فإن الخطيبة يكون اتهامها ليس في محله، ويجب أن تكون حكيمة في تمييز الموقف، كما أنها يجب ألا تكون هوائية بمعنى أن لا يكون اتهامها راجعًا إلى خطأ فيها هي وذلك لمجرد أنها تريد أن لا يقف أحد ضد رغباتها حتى لو كانت غير سليمة. ويجب أن تعي الخطيبة أن الاستشارة هي من الحكمة خصوصًا إذا كانت من كبار عقلاء ومحبين سواء من والدين أو أقرباء أو أصدقاء مخلصين.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

11 - متى يتهم الخاطب بالبخل:

أحيانًا تتهم الخطيبة خاطبها بالبخل. وقد لا يكون واضحًا لديها ما هو ميزان البخل. كما أنها قد تهمل الموازنة بين ما تتطلع إليه من إنفاق من جانب خاطبها وما تسمح به إمكانياته للإنفاق. كما أنها قد تحكم بناء على مقارنتها بما ينفقه خطاب آخرون على خطيباتهم دون مراعاة لإمكانيات خاطبها.

وللحكم السليم ينبغي للخطيبة أن تعي أن البخل هو الشح في العطاء عند توفر الإمكانيات. ثم يجب ألا تتسرع في الحكم لأن الإنفاق قد يأتي بالتدريج أي كلما زاد الارتباط وزادت المحبة كلما زاد الإنفاق تعبيرًا عن المحبة والتقدير من الخاطب لخطيبته.

على أنه على وجه العموم مهما كانت إمكانيات الخاطب يجب عليه أن يُعبِّر عن محبته لخطيبته بعطاء ولو عطاءًا رمزيًا. كما يجب أن يصارحها بإمكانياته المحدودة وما ينتظره من نفقات يجاهد في توفيرها بشتى الطرق سواء بعمل إضافي أو بالاقتصاد في الإنفاق حتى على نفسه. أما الخطيبة فعليها أن تعاون خطيبها على ما يبني عشهما الزوجي من سكن وأثاث وأجهزة أكثر من اهتمامها بمصاريف استهلاكية لإرضاء رغباتها الوقتية.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

12 - عدم التأثر بالآراء الهوائية في قرار الارتباط:

في حالة الرغبة في إبداء الحكم على قبول الطرف الآخر والموافقة عليه من عدمه ينبغي عدم التأثر أو الأخذ برأي الصداقات الغير حكيمة والهوائية والفاترة روحيًا أو التي يمكن أن يكون فيها روح الغيرة والحسد أو التي تهتم بالمظهر دون الجوهر.

فاقتناع كل من الشاب والفتاة بالآخر يجب أن يكون اقتناعًا ذاتيًا خصوصًا من جهة الأمور الظاهرية مثل الشكل والحجم واللون والطول والحركات الظاهرية وعدم التأثر برأي آخر وذلك لسببين أولًا: لأن هذه الأمور عرضية ولا تمس جوهر شخصية الفرد، ولا تمنع تكوين علاقة معه أو الارتباط به طالما هناك قبول الواحد منهما للآخر. وثانيًا: إن هذه الأمور الظاهرية تخضع لأمزجة وميول الأفراد، وما يعجب الواحد قد لا يعجب الآخر، وليس من العقل أن يضع أحد الخطيبين نفسه في متاهة الأمزجة المتضاربة. بل عليه أن يظهر رضاءه عما هو قد اقتنع به.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

13 - الرقابة الأسرية:

إن مراقبة الأسرة للخطيبين في فترة الخطوبة مطلوبة لحقائق ينبغي أن تضعها الأسرة في اعتبارها وأهمها:

أ - للطهارة قيمة كبيرة في علاقتنا مع الله وفي إحساسنا بقيمتنا الروحية وحريتنا التي نلناها في شخص المسيح. والخطوبة هي المناسبة شبه القانونية التي يلتقي فيها الشاب مع الفتاة لربما لأول مرة، ومع الميول الطبيعية الموجودة في كل منهما نحو الآخر يمكن أن ينحرفا بهذه الميول إن لم تكن هناك عين رقيبة عليهما تضع حدودًا لعلاقاتهما وللقاءاتهما وضبطها.

ب - إن فترة الخطوبة فترة تفاهم واختبار وتقديم مشيئة الله لإتمام الزواج من عدمه. وليس للخاطب فيها سلطان على جسد خطيبته ولا للخطيبة سلطان على جسد خطيبها. ويجب أن يحتفظ كل منهما بطهارته وعفته إلى أن يُمَلِّكْهُمَا الله لبعضهما في سر الإكليل.

حـ - كثير من الخطوبات يتعرض للفك. وليس من حكمة الكبار أن يسمحوا لفترة الخطوبة أن تكون فرصة لإشباع غير سليم للعواطف الحسية.

 

وهناك بعض ما يمكن أن تراعيه الأسرة لنقاوة فترة الخطوبة:

أ - عند زيارة الخاطب لخطيبته وإن كان الأمر يتطلب إعطاءهما فرصة للحديث بحرية مع بعضهما منفرديْن لكي يفهم كل منهما الآخر، إلا أنه في انفرادهما يجب أن يكونا في مكان مفتوح تحت نظر أفراد الأسرة وذلك بطريقة طبيعية وليس بحركات مقصودة توحي بأسلوب شاويشي وهو أسلوب غير محبوب لأنه إذ ذاك يشير إلى عدم الثقة وهو أمر لا يقبله الشاب أو الفتاة.

ب - إذا خرج الخطيبان لكي يقضيا وقتًا خارج البيت فيلتزمان بفترة معلومة، ويكون معروفًا المكان أو الأماكن التي سيقضيان فيها وقتهما.

حـ - إن كان الخطيبان يستطيبان زيارة بعض أقاربهما من كلا الطرفين فلا مانع إلا أنه عند زيارة الخطيبة لبيت الخاطب زيارة محبة أو تفقد شقة الزوجية للتعرف على ما يتم في إعدادها، فلا يصح أن يتم هذا بمفردها بل بصحبة أحد أفراد أسرتها معها.

ويجب ألا يضيق كل من الشاب والفتاة بهذه الضوابط لأنها صمام أمان لعدم تورطهما في الخطأ.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

14 - الخطيبان شريكان في اختيار ما تجهز به شقتهما:

إن الخطيبين سيعيشان معًا يومًا ما في شقة الزوجية وسيستخدمان كل صغيرة وكبيرة فيها. لذلك يجب أن يشرك كل منهما الآخر في كل ما يتم تجهيزه وإعداده بحيث يكون مقبولًا لديهما معًا وأيضًا سهل الاستخدام لهما.

ومن حق كل منهما أن يكون مستريحًا بالكامل في المكان الذي سيستخدمه ويعيش فيه. وفي هذا يجب أن يرضي كل منهما الآخر فيما يجب أن تكون عليه شقتهما.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

15 - مدة الخطوبة:

- يراعى فيها أن لا تكون قصيرة لا تكفي لمعرفة الطرفين لبعضهما البعض معرفة كافية، ولا تكون طويلة تتسبب في كثير من المشاكل.

- المدة المحددة في محضر الخطوبة هي موضع التزام من الطرفين، لذلك يجب أن يعطي كل طرف لنفسه فرصة كافية للتجهيزات، لأنه عندما يتأخر أحد الطرفين عن المدة المحددة يسبب قلقًا كبيرًا للطرف الآخر، خصوصًا عندما يطول التأخير لأجل غير معلوم.

- البعض يضع حسابات غير مضبوطة وتقديرات غير سليمة عند تحديد فترة الخطوبة بحيث يفاجأ في نهاية الفترة أن منابع الدخل التي كان يتوقع أن تفيض عليه بما يجهز به مسكن الزوجية لم توفر له شيئًا بل لربما آلت هذه المنابع إلى خسارة مما استوجب الاستدانة لتغطية ما أحدثته من خسارة.

لذلك نكرر التنبيه أنه لا يصح الارتباط بخطوبة إلا بعد أن تكون الإمكانيات المادية متوفرة في اليد وليست في علم الغيب أو تحت ظروف لا يستطيع الإنسان التحكم فيها. وعند حدوث مثل هذا الارتباط فالعيب في الحقيقة هو عيب الطرفين لأن أحدهما أساء التقدير والطرف الآخر وافقه.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/engagement/behavior.html

تقصير الرابط:
tak.la/29wf55c