24- الفصل الثاني: المظهر والاختيار

يلعب مظهر الناس دورًا هامًا في عملية الاختيار وقد يخدع المظهر كثيرين ويؤثر عليهم بالإحجام والتراجع أو بالإقبال والإقدام. والمظهر موجود في كل شيء؛ في الملبس وفي المسكن وفي المأكل وفي التصرفات، وقد يكون المظهر سلبيًا منفرًا أو إيجابيًا خادعًا.

St-Takla.org Image: At night, under the moonlight 2011, used with permission - by Mina Anton صورة في موقع الأنبا تكلا: عند المساء، تحت ضوء القمر، 2012، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون

كأن لا يستريح طرفٌ لذوق ملابس الطرف الآخر. ومن جهة هذا نقول إن الملبس شيء عرضي متغير وفي أحيان كثيرة تكون العلاقة ضعيفة بينه وبين الطباع والأخلاق كأمور جوهرية في الإنسان، لذلك يجب ألا يكون لمظهر الملبس تأثير زائد على الشخص في عملية الاختيار إلا إذا كان هناك تصميم على ملبس لا يتفق مع الحشمة.

وقد يكون المسكن فقيرًا ويضم أثاثًا متواضعًا ولكن نظافة المسكن ونقاوة الجو الأخلاقي أو المستوى البيئي للحي الذي يوجد فيه المسكن يستحق الاهتمام أكثر.

كما قد يحدث أيضًا في الزيارة الأولى أن يشاهد الإنسان خلافًا أو يسمع أصواتًا أو مشادة تشير إلى هذا الخلاف. ومن جهة هذا يجب أن نذكر أنه إن كان لا يخلو بيت من بعض الظروف الطارئة التي تسبب خلافًا ما ولكن حدوث هذا أثناء الزيارة يدعو إلى القلق من هذا البيت.

وإن كنا تكلمنا عن المظاهر السلبية المنفرة لكن هناك على الطرف المقابل المظاهر الإيجابية الخادعة وهى أخطر. مثال ذلك الكلام الطيب أو الوداعة الظاهرية أو الظهور بمحبة الكنيسة فإن هذه إن لم يتأكد المرء أنها جزء من حياة أفراد الأسرة ودائمة معهم ولها ثمرها الروحي في حياتهم وسلوكهم فيجب أن يتنبه إلى سطحيتها ومظهريتها (مت23: 27، 28).

وعمومًا فالجوانب المظهرية سلبية كانت أو إيجابية كثيرة ومتعددة ولا نستطيع أن نحصرها ولكن إذا اتضح أنها طبع قائم أو وضع متأصل لهذا البيت أو الشخص موضوع الاختيار فلا مانع من إعادة النظر في القبول أو الرفض، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.