محتويات: (إظهار/إخفاء) |
التعلق من جانب الشاب التعلق من جانب الفتاة التعلّق الخادع المرائي التعلّق بالصفة الواحدة الحذر من المستغلين والمستغلات |
هل يصح الاختيار القائم على التعلق من طرف واحد أو القائم على التعلق بصفة واحدة؟
لذلك إذا وقع شاب أو فتاة في غلطة التعلق من جانب واحد فعليهما أن ينتبها إلى أنهما واهمان وأن كلا منهما نسى أن الاختيار لا يكون صحيحًا سليمًا إلاَّ إذا كان برضا وتوافق الطرفين رضاءً تامًا وتوافقًا كاملًا وصريحًا.
ويدخل تحت عنصر التعلق من جانب واحد المحاولات المرائية التي يلجأ إليها طرف بإظهار الحب والرغبة في الارتباط بطرف آخر دون وجود أصل لهذا الحب أو رغبة صادقة في الارتباط.
ولا شك أنه يتنافى مع المبادئ الأخلاقية أن يعطي الشاب أملًا لفتاة أو أكثر في الارتباط بهن ويجعلهن جميعًا يتعلقن به ثم يتخلى عنهن جميعًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وقد يظن ذلك الشاب أن تصرفاته تلك هينة بسيطة كما تبدو من وجهة نظره ولكنها في الحقيقة لعب بمشاعر الناس وعواطفهم، بل إنها إضرار بمصالح الناس وبمستقبل بناتهم.
وقد يحدث هذا الموقف اللاإنساني من فتاة تجذب نظر أكثر من شاب وتوهمهم بحبها لهم ورغبتها فيهم ثم تتخلى عنهم جميعًا.
ويحدث هذا الموقف عادة من شاب أو من فتاة إما للتسلية أو عندما يريد الواحد منهما أن يتخلص من ضغوط واقعة عليه لقبول شخصية ما يريد الأهل فرضها عليه، فلا يرى من مهرب لهذا الموقف سوى التقدم للاختيار من جانب الشاب أو إبداء الرغبة في الارتباط من جانب الفتاة، مع وجود نية فك هذا الارتباط، بعد زوال الأسباب دون اعتبار للإضرار بمصالح الناس أو الإساءة إلى أشخاصهم أو عائلاتهم.
لذلك نقول إنه يجب أن يكون الإنسان عفيفًا صادقًا في معاملاته ولا يستغل الآخرين في تحقيق مصالح ذاتية أو الخروج من مآزق شخصية. ويرتبط بكلمته وبوعده ولا يفرط في وعوده مع الطرف الآخر. فإن هذا التفريط خيانة في المعاملة وتنكر للمبادئ الإنسانية النبيلة. ونحن نحذر أبناءنا بروح المحبة من هذا النوع من التعلق المرائي الذي يتنافى مع حياة الكمال المسيحي ولا يتفق مع روح أولاد الله (2تى3: 1-6).
ويواجهنا أيضًا التعلّق بالصفة الواحدة، فنتساءل إلى أي مدى تصلح الصفة الواحدة للاختيار! فبعض الشبان ممن يقدمون على الاختيار تسيطر على أفكارهم صفة معينة وحيدة ويضعون جانبًا كل المقومات التي يجب أن يقوم عليها الاختيار السليم. وهكذا أيضًا نرى فتاة تشترط صفة معينة في من يتقدم لها ولاشك أن هذا اتجاه خاطئ من جانب الشاب أو الفتاة ويدل على عدم الحكمة وعدم الاتزان خصوصًا إذا كانت الصفة المطلوبة عرضية مثل الصفات الجسدية أو المادية.
يوجد من الشبان والفتيات من يسمى بالمستغل، فبعض الشبان يتقن مهارة جذب الفتاة إليه، وله ذكاء في اختيار الفتاة التي تحتكم على نقدية، حتى وإن كان مرتبها، وله قدرة على أن يطوي الفتاة تحت سلطانه حتى تتعلق به. ثم يبدو هو سلبيًا في المواقف التي تحتاج إلى دفع نقدية. فتبدأ هي من أجل إرضائه وكسب حبه في تغطية هذه المواقف من جيبها. وقد يصل الأمر أن يكلفها بدفع أثمان أشياء خاصة به أو يبدأ يقترض منها مبالغ بحجج مختلفة. ولتعلق الفتاة به تنفق بدون حساب حتى لا يضيع منها هذا الخاطب.
وجميع هذه الحالات تكتشف الفتاة في نهايتها أن هذا النوع من الشبان محتال ومبتز ويستغل مظهره أو أسلوبه المحترف في استغلال كل فتاة يخطبها. بل يجب أن تعي كل فتاة أن هذا النوع بعد زواجه يظل عالة على زوجته ولربما على أهلها أيضًا طيلة حياته.
لذلك يجب أن تنتبه الفتاة إلى أن مد يد المساعدة المادية للشاب لا يصح أن يبدأ إلا بعد الاستقرار على تتميم الزواج والاطمئنان إلى شخصه واتضاح حقيقة ظروفه وإمكانياته، بحيث أن ما يسانده به أهلها من معونة مادية يكون عندئذ راجعًا إلى بيت الزوجية الذي سيعيش فيه الخطيبان معًا بعد ذلك كزوجين.
كذلك يوجد من الفتيات من يتخذ الخطوبات وسيلة للابتزاز فيمثل الدور الرومانسي في جذب الشاب واستغلاله بأكبر قدر ممكن في النزهات ووجبات المطاعم وهدايا المناسبات وغير المناسبات، وفي آخر المطاف تختلق وسائل تضايق بها الخاطب لكي يتركها وتفوز أخيرًا بالشبكة وكل الهدايا.
ويتكرر هذا الأمر مع أكثر من خاطب. لذلك يدقق البعض في معرفة أسباب فك الخطوبات السابقة ولهم عذرهم في هذا التدقيق. والله قادر أن يحمي أبناءه من الشبان والفتيات من هذا الصنف.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/engagement/attachment.html
تقصير الرابط:
tak.la/9w2jftg