St-Takla.org  >   books  >   fr-salaib-hakim  >   church-connection
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب كيف أرتبط بالكنيسة - القمص صليب حكيم

8- الفصل الثاني: درجات المواظبة على العبادة الكنسية

 

محتويات: (إظهار/إخفاء)

هذه الدرجات هي
الحاجة للالتصاق ببيت الله:

أما هذه الدرجات فهي:

أولًا: الذين يحرصون على الحضور لأنهم يتلذذون بالقداس الإلهي، وأصبح حضورهم جزءًا من برنامج حياتهم فيحضرون أكثر من قداس في الأسبوع بفرح وقد يتضايقون إذا فاتهم قداس في وسط الأسبوع لم يحضروه. وهؤلاء يعيشون السماء على الأرض وحياتهم مملوءة بالفرح من أجل عشرتهم مع الله في بيته وتلذذهم بتمجيده وتسبيحه، وأصبح تواجدهم في بيت الله رغبة مُلحة تتناغم مع لسان حالهم الذي يردد بحرارة "تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب" (مز83: 2). وبطبيعة الحال لابد أن ظروف هؤلاء تسمح لهم بتواجدهم في بيت الله كلما أرادوا.

ثانيًا: الذين يقدسون يوم الرب من كل قلوبهم فلا يتهاونون ولا يتأخرون عن حضور القداس الأسبوعي، ولا يمنعهم أي عائق عن حضوره إلا ملازمتهم لفراش المرض. وهؤلاء يتمتعون بمخافة الله وحريصون على إرضائه ومتمسكون بالحياة الأبدية، ويحسون بالراحة والسلام ثمرة تأديتهم لواجب العبادة العامة مع المؤمنين في بيت الرب.

St-Takla.org Image: A priest with some of the congregation after the Holy Liturgy - Saint Michael the Archangel and Saint Takla Haymanout Coptic Orthodox Church, Brampton, Ontario, Canada - Photograph by Marco Botros for St-Takla.org, August 4th, 2015 صورة في موقع الأنبا تكلا: بعض من الشعب مع الأب الكاهن بعد انتهاء القداس الإلهي - صور كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل والأنبا تكلاهيمانوت، برامبتون، أونتاريو، كندا - تصوير ماركو بطرس لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 4 أغسطس 2015

St-Takla.org Image: A priest with some of the congregation after the Holy Liturgy - Saint Michael the Archangel and Saint Takla Haymanout Coptic Orthodox Church, Brampton, Ontario, Canada - Photograph by Marco Botros for St-Takla.org, August 4th, 2015

صورة في موقع الأنبا تكلا: بعض من الشعب مع الأب الكاهن بعد انتهاء القداس الإلهي - صور كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل والأنبا تكلاهيمانوت، برامبتون، أونتاريو، كندا - تصوير ماركو بطرس لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 4 أغسطس 2015

ثالثًا: الذين يحاولون المواظبة على حضور الكنيسة كل أسبوع بانتظام. ولكن قد يتساهلون ببساطة في الغياب عن الكنيسة لأي سبب عارض، وقد يستمر غيابهم عدة شهور ثم يعودون للمواظبة ثانية وهؤلاء يعيشون في حالة فتور روحي متقطع، ومع الفتور ينعدم طعم الحياة الروحية، وفيه قد يتعرضون للشعور بالضيق أو الاكتئاب دون أن يعرفوا سببًا لذلك. والسبب الحقيقي هو شعورهم المستتر بوجود مسافة بينهم وبين الله. وهؤلاء لا طريق لسلامهم إلا بالمواظبة على بيت الله.

رابعًا: الذين يتكرمون على الله بالتردد على بيته كلما سنحت لهم الفرصة فقط. وهؤلاء يعيشون على هامش مسيحيتهم، وغير جادين في حياتهم الروحية. لكن ذهابهم العرضي هذا لربما يكون فرصة لاستفادتهم بكلمة روحية تلمس قلوبهم، أو يسمعون كلمة ترحيب من الأب الكاهن. ويكون ذلك بداية لانتظامهم في الحضور.

خامسًا: الذين لا يدخلون بيت الله إلا في الأعياد الكبيرة فقط لكي يوحوا إلى أنفسهم بالشعور مرة أو مرتين في العام أنهم مسيحيون لأجل راحة ضمائرهم. وهؤلاء كثيرًا ما يسمعون صوت الكاهن يردد في عظة العيد أن الله يريد أن يكون بيته ممتلئًا هكذا بالمصلين من المؤمنين طيلة أيام السنة وليس في العيد فقط. كما يسمعون عظة العيد التي تركز دائمًا على عمل المسيح العظيم الذي صنعه من أجل خلاصهم وحياتهم الأبدية، وأنهم يستطيعون أن يجنوا ثمرة هذا العمل بانتظامهم في الكنيسة، وليتهم يتأثرون بالكلمة فينتظمون.

سادسًا: الذين لا يفكرون في الكنيسة إلا في الضيقات والتجارب فقط، وهؤلاء نوعان، النوع الأول: هم الذين لا يعرفون الله إلا لمصلحتهم فقط لأنهم بمجرد أن تنتهي الضيقة لا يولون وجوههم ثانية نحو بيت الله، وينطبق عليهم القول "صلي وصام لأمر كان يطلبه ولما قُضيَ الأمر لا صَلَّى ولا صام" وهؤلاء مساكين لأنهم يفوتون على أنفسهم فرصة ذهبية لدعوة الله لهم للرجوع إليه. والنوع الثاني: هم الذين بقليل من التأمل يدرك الواحد منهم أن الله قد سمح له بالضيق أو التجربة كعصا تأديب وفي هذا التأديب سيظهر له قوته في خلاصه ونجاته، معلنًا له محبته وحينئذ يمجده ويشكره كما قال الكتاب: "ادعُني في يوم الضِّيق أُنقِذك فتُمجدني" (مز50: 15). ولا شك أن إدراك الإنسان لمحبة الله له في خلاصه من ضيقه سيدفعه للثبات فيه والالتصاق به وعدم الرجوع مرة أخرى لأركان العالم الضعيفة الفقيرة (غل4: 9). ويعتبر أن ما مر به من ضيق كان بمثابة دعوة له من الله للرجوع إليه ويبدأ ينتظم في الكنيسة.

سابعًا: الذين لا يدخلون بيت الله إلا في مجاملاتهم للناس فقط إن كان فرحًا أو حزنًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وهؤلاء تائهون في العالم ويحضرون الكنائس للمجاملة من أجل الناس وليس من أجل الله. وحتى مجاملتهم هذه إنما باليد والوجه فقط وليست بالقلب والمحبة. لأنه لو عندهم محبة لشاركوا بقلبهم وعقلهم في الصلوات والطلبات والطقوس التي تمارس في تلك المناسبات سواء الأفراح أو الميتات لأن هذه هي التي تبهج فَرِحًا أو تعزي حزينًا. ولتأثرت بالتالي قلوبهم وأرواحهم فيفرحون بالحقيقة مع الفرحين ويتعزون بالحقيقة مع الحزانى، وللانت قلوبهم بما يسمعونه بآذانهم ويرونه بعيونهم، ولانعطفوا نحو هذه الممارسات الروحية لكي تتغير حياتهم ويبدأوا عمرًا جديدًا مع الله في بيته.

وإن كان هذا النوع الأخير من المؤمنين وهم أقلهم درجة في المواظبة على بيت الله لهم فرصة لتغيير حياتهم ولو من مرة واحدة يحضرون فيها بيت الله، فيكون كثيرو الحضور لهم فرصة أكبر لتغيير حياتهم. ومن ثم يتضح أنه لا عذر لإنسان يهلك بسبب ابتعاده بإرادته عن بيت الله. كما ينذرنا الكتاب "أنت بلا عُذرٍ أيها الإنسان" (رو2: 1).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الحاجة للالتصاق ببيت الله:

والحاجة اليوم مُلحَّة للالتصاق ببيت الله لأسباب هامة يزيد خطرها على حياة الإنسان المسيحي يومًا بعد يوم. أولها: كثرة البدع والضلالات والحرب القوية ضد الإيمان. وثانيها: زيادة الشر وانتشار الإباحية. وثالثها: ضيق الشيطان بالمؤمنين بالمسيح والإجهاز عليهم بكل ضراوة وشراسة ولا ملجأ لهم للاحتماء فيه سوى بيت الله فلك النجاة. والآن إذا ساندتنا نعمة الله وقادت أرجلنا إلى بيته المقدس فنحن محتاجون أن نتعرف على أسلوب سلوكنا وشروط تواجدنا وآداب عبادتنا فيه حتى نأخذ بركة حضورنا فيه وفاعلية أسراره فينا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/church-connection/woship-levels.html

تقصير الرابط:
tak.la/hms5v39