بعض المؤمنين يضيقون بما تطلبه البطريركية أو المطرانية
منهم من رسوم فتح
الكنيسة لتأدية الخدمات الكنسية. وهو ضيق ليس في محله. ويمكن
أن يتلاشى هذا الضيق عند إدراك بعض الأمور التي تستوجب دفع هذه الرسوم. وأولها:
النفقات التي يحتاجها الديوان البطريركي أو دار
المطرانية، وفي مقدمتها الأعباء التي تقوم بها الرئاسة الدينية في مسئولياتها
تجاه الشعب القبطي بعلاقاتها الرسمية مع رجال الإدارة وكافة الهيئات والمصالح
في الدولة وما يتبع هذا من واجبات ومجاملات، ثم ما يضمه الديوان من موظفين
إداريين وفنيين وعمال، وقيامه بالإشراف على الكنائس وتدبير أمورها وتصديه
للقضايا والمشاكل المتعلقة بها. ثانيًا:
نفقات صيانة المباني والأثاث واستهلاك الكهرباء
والمياه ومصاريف الضيافة اليومية العادية للزوار الرسميين وغير الرسميين،
والإسهام في نفقات الكنائس في المناطق النائية والفقيرة. وإن لم يقم أبناء الشعب القبطي بتوفير المال اللازم لهذه
النفقات من خلال رسوم خدماته الدينية في المناسبات المختلفة. فكيف يتسنى
لقيادتهم الدينية بأجهزتها المتعددة القيام بمهامها؟ ثالثًا:
إن كنا عندما تَطلب منا أي جهة مدنية أخرى
رسومًا أيًا كانت قيمتها لا نجادل فيها ولا نتمنع عنها. أفلا يليق بنا أن
نتعامل هكذا مع القيادة المسئولة عنا دينيًا؟ خصوصًا أن هذه القيادة في كل ما
تطلبه منا هو مردود لنا كشعب وكرعية وليس مطلوبًا لذواتهم لأنهم يعيشون بالقليل
وقد ماتوا عن العالم. رابعًا:
عندما نقارن ما ننفقه من مئات وألوف الجنيهات
على البنود الأخرى في مناسباتنا المختلفة، وكثير منها لأجل التفاخر أو حب
الظهور أو كسب مديح الناس أو تعظُّم المعيشة حسب اصطلاح الكتاب. نجد أننا غير
مُحقِّين إطلاقًا فيما نبديه من اعتراضات على رسوم الخدمات الكنسية لديوان
البطريركية أو المطرانية. خامسًا:
من الملاحظ أن الذين يضيقون بهذه الرسوم لا
يتوقف ضيقهم على حالة الغنى أو الفقر. لكن غالبًا ما يكونون من الذين لم
يتعودوا العطاء أو الذين لا يعلمون شيئًا عن احتياجات مقر الرئاسة الدينية أو
الذين لم يتعلموا من آبائنا وجدودنا الذين كتبوا وصايا وأوقفوا أملاكهم من
أموال وعقارات وأراضٍ زراعية على البطريركية والأسقفيات والكنائس. سادسًا:
لو فكر الإنسان أن مناسبة الخطوبة أو الإكليل
لا تحدث أكثر من مرة واحدة في العمر كله لما أقام الدنيا وأقعدها على الرسوم
المطلوبة منه والتي لم تُطلب منه على سبيل الحسنة بل مقابل خدمة مقدمة له
ومقابل استهلاك لكل إمكانيات
الكنيسة والعاملين فيها لتأدية خدمته. سابعًا:
إن مَنْ يقارن هذه الرسوم بما تتكلفه الشوادر
والقاعات العامة المؤجرة، يدرك أن
الكنيسة ليست مغالية أو طامعة في أبنائها بما
تطلبه من رسوم. لذلك نجد كثيرًا من الذين يدركون هذه الحقائق لا يكتفون بدفع
الرسوم بل إنهم بفرح يضعون تبرعًا في صندوق
الكنيسة تقديرًا واعتبارًا منهم
لمحبة الله التي فتحت لهم أبواب
الكنيسة، والتماسًا لبركة الله للمناسبة التي
يحتفون بها.
ومَنْ يراجع قراءة هذه الأسباب السبعة يخجل من نفسه أن يضيق
بما يُطلب منه من رسوم للخدمات الدينية.
أعباء القداسات الخاصة -
إنارة الشموع أمام أيقونات القديسين
- مُن يذكرون موتاهم -
المعمودية
أعباء القداسات الخاصة:
إن الأسرار لا تُباع بمال لأنها
لا تُقَدَّرُ بمال. ولكن من يُقيم قداسًا خاصًا لا بُد أن يعي أن له تكاليفه
الفعلية من المال سواء في الدقيق الذي يقدم للقربان وتكاليف خبزه أو
الأباركة
للكأس أو البخور الذي يُحرق أو الفحم الذي يحرق البخور أو الشموع التي تنار على
المذبح وحول الذبيحة أو المياه أو الكهرباء لإنارة نجف
الكنيسة الذي يحتوي على
عشرات اللمبات ولتشغيل أجهزة الصوت والتكييف أو استهلاك الفرش والسجاد والأثاث
وكتب الخدمة. ثم الجهد الزائد الذي يبذله عمال
الكنيسة في تنظيفها بعد انصراف
جموع المصلين هذا خلاف تشغيل جهاز بشري كامل من
الكاهن والشماس والمعلم
(المرتل) والقرابني والفراش الذين كل واحد منهم عنصر ضروري للإعداد للخدمة
ولإقامتها. ومما تجدر ملاحظته زيادة أسعار مواد الخدمة أضعاف الأضعاف. وعلى
سبيل المثال البخور الذي منذ عدة سنوات كان سعر الكيلو أقل من خمسة جنيهات فإن
اليوم يزيد سعره على خمسين جنيها وهكذا بقية المواد.
إنارة الشموع أمام أيقونات القديسين:
إنه عمل جليل لأنه
يعبر دائمًا عن إيفاء نذر إما لأمر قد استجاب الرب إليه بشفاعة ذلك القديس وإما
لكي يستجيب، كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولكن من ينير شمعة عليه أن يضع على أقل تقدير ثمن هذه الشمعة. لأن
الكنيسة وفرتها بالمال سواء كانت تقوم بصنعها أو تشتريها من مصنعها. ومن ينير
شمعة بدون عطاء فكأنه دخل
الكنيسة لكي يسرقها وليس لكي يوفي نذرًا شكرًا لله أو
تمجيدًا لقديسيه ويشبه تمامًا من يطلب أن يقيم قداسًا بدون عطاء للكنيسة.
ومن يذكرون موتاهم:
فإنما يذكرونهم لكي يطلبوا لهم
الرحمة. وعلى هؤلاء أن يتذكروا أنه ليست هناك رحمة لمن لم يستعمل الرحمة.
والرحمة تكون بالعطاء الفعلي وليس بمجرد طلبها من الله باللسان. لذلك كل من
يطلب ترحيمًا لعزيز له يليق به أن يضع عطاء كرحمة في صندوق الخدمات
بالكنيسة
لكي يترجى رحمة الله.
أما المعمودية:
فلا يدفع مقابلها أجر إطلاقًا. ولكن
مقابل فرحها العظيم فكثير من أهل المعمَّدين يقيمون الولائم احتفالًا بهم
ويدعون خدام
الكنيسة ليشاركوهم فيها أو أنهم يكتفون بتوزيع الحلوى ويضعون عطاء
في صندوق الخدمات على سبيل مشاركة
الفرح وليس على سبيل الأجر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/church-connection/charges-costs.html
تقصير الرابط:
tak.la/z8j3sdd