St-Takla.org  >   books  >   fr-raphael-nasr  >   not-alone
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب لست وحدك: دراسة في العمل الفردي - القمص رافائيل نصر

11- خصائص العمل الفردي

 

للعمل الفردي خصائصه التي تميزه عن غيره من الخدمات الأخرى كالوعظ مثلًا أو التعليم، ولعل من ابرز خصائص العمل الفردي أنه:

  1. يمكن أن يقوم به كل مسيحي

  2. يمكن أن يتم في أي مكان وفي أي وقت

  3. يُقَدَّم لكل الأعمار ولكل نوعيات الناس

  4. به نعرف طبيعة من نخدمهم واحتياجاتهم ومشكلاتهم

  5. بركته عظيمة

 

1- يمكن أن يقوم به كل مسيحي:

فكما سبق واشرنا انه لكونك مسيحي فأنت عضو في جسد المسيح له المجد وأنت مرتبط ببقية الأعضاء تفرح لفرحهم وتتألم لآلامهم وهذا بدوره يشعرك بمسئوليتك تجاه الجسد وأعضائه الآخرين مما يدفعك للاهتمام بالعمل الفردي معهم.

فالعمل الفردي ليس عمل الآباء الأساقفة والكهنة فقط بل هو عمل كل مسيحي يحيا كعضو حي في جسد المسيح.

فبينما العمل الفردي هو عمل كل إنسان مسيحي فإن خدمة التعليم والوعظ -مثلًا- هي خدمة من سبق إعداده لهذه الخدمة، فلا يصلح كل إنسان لأن يعلم آخرين ويعظهم إلا من أعطى من الله موهبة الوعظ والتعليم:

"فإنه كما في جسد واحد لنا أعضاء كثيرة ولكن ليس جميع الأعضاء لها عمل واحد. هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضا لبعض كل واحد للآخر. ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا أنبوة فبالنسبة إلى الإيمان. أم خدمة ففي الخدمة أم المعلم ففي التعليم. أم الواعظ ففي الوعظ المعطي فبسخاء المدبر فباجتهاد الراحم فبسرور" (رو4: 12-8)

وأما العمل الفردي فهو للجميع إذ انه مسئولية الجميع كقول القديس يعقوب الرسول:

"فليعلم أن مَن رد خاطئًا عن ضلال طريقه يخلص نفسًا من الموت ويستر كثرة من الخطايا" (يع 5: 20).

وقوله أيضًا:

"فمَن يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية له" (يع 4: 17).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: A man helping another, refugees, economy, friendship - by Peggy Marco. صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل يساعد آخر، اللاجئين، الاقتصاد، الصداقة -لبيجي ماركو.

St-Takla.org Image: A man helping another, refugees, economy, friendship - by Peggy Marco.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل يساعد آخر، اللاجئين، الاقتصاد، الصداقة -لبيجي ماركو.

2- يمكن أن يتم في أي مكان وفي أي وقت:

فأين كان يخدم سيدنا المسيح له المجد؟

وأين كان يعظ؟

وأين كان يلتقي بالناس فرادى؟

على الجبل وعلى شاطئ البحر وبين الزروع وفي البيوت وفي المجمع.

ومتى كان يخدم؟

يجيب سيدنا المسيح بنفسه على هذا التساؤل بقوله:

"ينبغي أن اعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار يأتي ليل حين لا يستطيع احد أن يعمل" (يو 9: 4).

وكلمة نهار لا تعني فقط الفترة من الصباح إلى المساء ولكنها تعني مدة الحياة.

وعندما أوصى معلمنا القديس بولس الرسول تلميذه القديس تيموثاؤس بأن يهتم بالكرازة قال له:

 "أكرز بالكلمة اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب وبخ انتهر عظ بكل أناة وتعليم" (2تي 4: 2). 

فمن يحتاج للعمل الفردي قد نقابله في أي مكان نتواجد فيه وفي أي وقت، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فليس من الحكمة أن نضيِّع علينا هذه الفرصة التي يمكننا أن ننتشل فيها شخصا من الضياع وان نجتذبه للمسيح.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3- يُقَدَّم لكل الأعمار ولكل نوعيات الناس:

العمل الفردي يحتاجه الإنسان في كل سن ومن كلا الجنسين (ذكر وأنثى) ومن كافة المستويات (الغني والفقير والمتعلم والجاهل المتمدين والريفي... إلخ.).

فالخصي الحبشي كان وزيرا لكنداكة ملكة الحبشة وقد قال للقديس فيلبس الرسول:

"كيف يمكنني - أن افهم - أن لم يرشدني احد..."

(اع 8: 31) وأعلن احتياجه للإرشاد على الرغم من كونه وزيرًا.

وكرنيليوس الذي كان قائد مئة لما ظهر له الملاك نصحه أن يستدعي القديس بطرس الرسول وقال له:

"هو - أي بطرس - يقول لك ماذا ينبغي أن تفعل" (اع6: 10).

ولم يقل الملاك لكرنيليوس ما يجب عليه أن يعمله لأن العمل الفردي هو عمل القديس بطرس الرسول كخادم للرب.

وهكذا الحال مع كثير من الناس من نوعيات مختلفة وأعمار مختلفة احتاجوا لمن يرشدهم لأن العمل الفردي هو عمل الكل للكل.

فهو عمل كل مسيحي -كما سبق وأشرنا- لكل إنسان يقابلنا في أي مكان وأي وقت -كما سبق أيضًا واشرنا- من كل الأعمار والنوعيات.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4- به نعرف طبيعة من نخدمهم واحتياجاتهم ومشكلاتهم:

عندما نقف أمام العشرات نعلمهم أو نعظهم ما الذي نعرفه عنهم؟

ما احتياج كل منهم؟

وما مشكلاته؟

وما إمكانياته ومواهبه؟

نحن -غالبًا- لا نعرف الكثير عمن نعلمهم أو نعظهم.

ومن خلال الوعظ والتعليم يصعب علينا أن نعرف طبيعة الناس، تلك الطبائع التي تصير أكثر وضوحًا خلال جلوسنا إلى الفرد الواحد.

ومن هنا تبرز خطورة وأهمية العمل الفردي.

هل يمكننا افتراض أن المرأة التي تخطئ يمكنها أن تكون صادقة؟

هذا ما تجلى في لقاء سيدنا المسيح له المجد مع المرأة السامرية، فلولا هذا اللقاء الفردي ما عرفنا صدق المرأة التي قال لها مخلصنا صراحة:

"... حسنا قلت ليس لي زوج. لأنه كان لك خمسة أزواج والذي لك الآن ليس هو زوجك هذا قلت بالصدق" (يو17: 4و18).

تخيل معي لو أن هذه المرأة السامرية كانت تجلس في الكنيسة تسمع عظة كيف كان سيراها الناس؟

وما الذي كان سيعرفه عنها الواعظ أو المعلم؟

لا شيء سوى سلبياتها المعروفة عنها سابقًا.

فمن خلال العمل الفردي نرى ما لا يمكننا رؤيته من خلال أية خدمة أخرى.

كيف صار المجنون الذي كانت فيه كتيبة من الشياطين مبشرًا وكارزًا بالمسيح له المجد؟

لقد التقى بسيدنا المسيح له المجد الذي اخرج منه الشياطين فصار هادئًا وعاقلا وطلب من المسيح أن يتبعه فقال له يسوع:

"... اذهب إلى بيتك والى اهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك" (مر 5: 19).

ما كانت محبة الرجل وإخلاصه وقدرته على الكرازة ستظهر لولا العمل الفردي الذي قدمه له المسيح له المجد.

العمل الفردي هو وسيلتنا لمعرفة إمكانيات وطباع وقدرات واحتياجات ومشكلات من نخدمهم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

5- بركته عظيمة:

أيضًا ما يميز العمل الفردي أن بركته عظيمة.

· فعندما اتعب في إرجاع شخص ما للمسيح من خلال العمل الفردي فأنا اعمل في الخفاء، وللخفاء جزائه العظيم الذي تكلم عنه سيدنا المسيح له المجد في عظته على الجبل حيث قال ثلاث مرات:

 "... فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية" (مت 6: 4).

· وعندما اتعب في العمل الفردي فأنا أسعى لإرضاء الله لا الناس، واطلب مجد الله لا الناس كقول سيدنا المسيح له المجد لنا:

"كيف تقدرون أن تؤمنوا وانتم تقبلون مجدًا بعضكم من بعض والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه" (يو 5: 44).

إننا في خدمة الوعظ والتعليم -وربما بلا وعي منا- نسعى إلى إرضاء الناس والى الحصول على مجد الناس، وأما في العمل الفردي فنحن نعمل في وجود الله وحده.

· في العمل الفردي نؤمن بقيمة النفس الواحدة ونؤمن بأننا من خلال خدمة الفرد الواحد نخدم المسيح شخصيًا وسندخل السماء.

وهذا ما وعدنا به سيدنا المسيح له المجد عندما قال:

"نعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك... الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت21: 25-40).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ليتنا نتأمل البركات التي ننالها من خلال خدمتنا للإنسان الواحد فنتعب في عملنا الفردي بفرح وبثقة من يؤمن بما يعمل.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-raphael-nasr/not-alone/characteristics.html

تقصير الرابط:
tak.la/4bs7g4m