عندما أتكلم إليك فانك تسمعني وكلانا ينظر للآخر, وقد ترد علي كلامي وحينها أنصت أنا لما تقوله, فنتبادل الأفكار والمشاعر والأخبار..
هذا هو التواصل أو الاتصال ببساطة.
ولكن تصور معي لو إنني أكلمك وتري حركة شفاهي ولكنك لا تسمعني. كيف سيكون شعورك؟
أو تصور انك تسمعني ولا تراني. ألا يشعرك ذلك بالضيق؟
للأسف هذا ما يحس به بعض المسنين.
فبسبب ضعف حواس المسن.. لا يسمع ولا يري جيدًا فيصعب التواصل معه مما يشعره بالضيق فيلجأ للوحدة وللانغلاق علي نفسه.
*الاتصال عملية أساسية بين البشر، نحس ونفهم من خلالها بيئتنا، حيث يتسنى لنا أن نتأثر بها ونؤثر فيها.
*الاتصال هو العملية التي يتم بمقتضاها تكوين العلاقات بين أعضاء المجتمع وتبادل المعلومات والآراء والأفكار والتجارب فيما بينهم.
*الاتصال هو عبارة عن رسالة ترسل من قبل المرسل ويتلقاها المستقبل.
يكون لدي الشخص (المرسل).
فكرة (الرسالة).
فيتكلم الإنسان موجها كلامه لشخص آخر (المستقبل).
فيتلقي المستقبل الرسالة ويرد عليها أو تترك لديه أثرًا (رد فعل الرسالة).
 |
1- التواصل اللفظي:
حيث يتم تبادل الرسائل باستخدام اللغة والألفاظ أي الكلام.
2- التواصل غير اللفظي:
وفيه تصل الرسالة إلي المتلقي (المستقبل) من خلال رؤيته لملامح وجه المتكلم (المرسل) أو من خلال حركة اليدين والجسد (لغة الجسد) أو طريقة الجلوس.
والتواصل غالبًا ما يتم بالنوعين معا, فعندما يتكلم إلينا احد نسمع ألفاظه ونري في ذات الوقت وجهه وملامحه وحركة جسده فتصلنا فكرته (الرسالة).
كما سبق الإشارة فالمسن قد لا يسمع الكلام الموجه إليه فيتضايق, ويطلب من محدثه أن يرفع صوته مما يجهد المتكلم فيصعب التواصل أو ينقطع.
وعندما يكون المسن لديه مشكلة في النظر فان التواصل يصير أصعب لان التواصل غير اللفظي لا يكون ممكنا في هذه الحالة.
وإذا ضعفت عملية تواصل المسن مع الآخرين فان ذلك يجعله عصبيًّا ويدفعه للعزوف عن التواجد مع الناس فينعزل ويتألم لشعوره بالوحدة.
نقترح بعضا من النصائح التي تفيد في تخطي مشكلات التواصل عند المسن:
1- اقترب قدر الإمكان من الشخص المسن لتضمن سهولة سمعه لك ورؤيته لك.
2- واجه المسن (أي اتجه بوجهك نحوه) وأنت تتحدث معه، مع مراعاة عدم وجود ضوء مبهر منعكس على وجهه أثناء ذلك حتى يراك بسهولة وتحدث إلى المسن وأنت في مستوى نظره.
3- نبه المسن بيدك برفق أو بإشارة منك قبل بدء الحديث إليه لتسترعي انتباهه لحديثك.
4- اخفض أي ضوضاء تمنع المسن من سماعك قبل بدء الكلام معه.
5- اجعل حركات فمك واضحة أثناء الكلام حيث أن قراءته للشفاه أثناء الحديث تساعده على فهمك.
6- تحدث بصوت أعلى قليلًا من الصوت العادي ولكن بدون صياح أو صراخ يسبب الضيق لديه.
7- تحدث ببطء مع توضيح مخارج الألفاظ والحروف.
8- اجعل جملتك مختصرة ومفيدة وواضحة.
9- راقب تعبيرات وحركة وجه ورأس المسن أثناء حديثك معه فهي توضيح إذا كان حديثك إليه مسموعًا وواضحًا أو لا.
10-حاول أن تجعل الموضوع الذي تتحدث فيه واضحًا منذ البداية
وتجنب التغيير المفاجئ لموضوع الحديث حتى لا يخطئ المسن فهمك.
11- حاول زيادة مستوى الإضاءة بالمكان.
12- اقترح علي المسن أن يستخدم نظارته أثناء حديثه معك.
|
ابتسم فالابتسامة تشعرك بالسعادة وبالثقة وتجعلك جذابا للناس ومقنعا لهم |
اللمس وسيلة من وسائل الاتصال غير اللفظي فبواسطته يمكننا أن نوصل رسالتنا للآخرين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.
والإنجيل يذكر لنا صورا من اللمسات:
فهناك اللمسة الشافية:
فبلمسة من ربنا يسوع المسيح كان المريض ينال الشفاء:
"فمد يسوع يده ولمسه قائلا أريد فاطهر وللوقت طهر برصه" (مت 8: 3).
وهناك اللمسة المطمئنة:
"فجاء يسوع ولمسهم وقال قوموا ولا تخافوا" (مت 17: 7).
كما أن هناك اللمسة الحانية:
"وقدموا إليه أولادا لكي يلمسهم وأما التلاميذ فانتهروا الذين قدموهم" (مر 10: 13).
فان يضع احدنا يده علي كتف المسن فهذا يشعره بالحنان والمشاركة, وان نحتضنه فهذا يشعره بالحب والقبول, وان نربت علي يديه نشعره بالأمان.
وللمس أثره الساحر في نفسية المسن, فان تبتسم في وجهه فلهذه البسمة أثرها الرائع, كذلك أن تربت علي كتفه أو تحتضنه.
بعد 21 سنة من زواجي, وجدت بريقًا جديدًا من الحب.
قبل فترة بدأت أخرج مع امرأة غير زوجتي, وكانت فكرة زوجتي حيث بادرتني بقولها: 'أعلم جيدًا كم تحبها '...
المرأة التي أرادت زوجتي أن أخرج معها وأقضي وقتًا معها كانت أمي التي ترملت منذ 19 سنة , ولكن مشاغل العمل وحياتي اليومية 3 أطفال ومسؤوليات جعلتني لا أزورها إلا نادرًا.
في يوم اتصلت بها ودعوتها إلى العشاء سألتني: 'هل أنت بخير؟ '
لأنها غير معتادة على مكالمات متأخرة نوعًا ما وتقلق. فقلت لها:
نعم أنا ممتاز ولكني أريد أن أقضي وقت معك يا أمي '. قالت: 'نحن فقط؟!'
فكرت قليلًا ثم قالت: 'أحب ذلك كثيرًا'.
في يوم الخميس وبعد العمل, مررت عليها وأخذتها, كنت مضطرب قليلًا, وعندما وصلت وجدتها هي أيضًا قلقة.
كانت تنتظر عند الباب مرتدية ملابس جميلة ويبدو أنه آخر فستان قد اشتراه أبي قبل وفاته.
ابتسمت أمي كملاك وقالت:
' قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع أبني, والجميع فرح, ولا يستطيعون انتظار الأخبار التي سأقصها عليهم بعد عودتي '
ذهبنا إلى مطعم غير عادي ولكنه جميل وهادئ تمسكت أمي بذراعي وكأنها السيدة الأولى ,
بعد أن جلسنا بدأت أقرأ قائمة الطعام حيث أنها لا تستطيع قراءة إلا الأحرف الكبيرة.
وبينما كنت أقرأ كانت تنظر إلي بابتسامة عريضة على شفتاها المجعدتان وقاطعتني قائلة:
' كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير '.
أجبتها: 'حان الآن موعد تسديد شيء من ديني بهذا الشيء.. ارتاحي أنت يا أماه '.
تحدثنا كثيرًا أثناء العشاء لم يكن هناك أي شيء غير عادي, ولكن قصص قديمة وقصص جديدة لدرجة أننا نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل وعندما رجعنا ووصلنا إلى باب بيتها قالت:
' أوافق أن نخرج سويًا مرة أخرى , ولكن على حسابي'. فقبلت يدها وودعتها '.
بعد أيام قليلة توفيت أمي بنوبة قلبية. حدث ذلك بسرعة كبيرة لم أستطع عمل أي شيء لها.
وبعد عدة أيام وصلني عبر البريد ورقة من المطعم الذي تعشينا به أنا وهي مع ملاحظة مكتوبة بخطها:
' دفعت الفاتورة مقدمًا كنت أعلم أنني لن أكون موجودة, المهم دفعت العشاء لشخصين لك ولزوجتك.
لأنك لن تقدر ما معنى تلك الليلة بالنسبة لي... أحبك يا ولدي'.
في هذه اللحظة فهمت وقدرت معنى كلمة 'حب' أو 'أحبك'.
وما معنى أن نجعل الطرف الآخر يشعر بحبنا ومحبتنا هذه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-raphael-nasr/elders/connection.html
تقصير الرابط:
tak.la/6qzja6x
