هل صادفت في حياتك شخصا مصابا بهذا المرض؟
إنه ينسي كثيرًا.. ويضع الأشياء في غير مكانها, فقد يضع الصحن الذي كان يأكل فيه في الدولاب, وإذا خرج من البيت كعادته قد لا يمكنه العودة إليه لأنه قد ينسي الطريق.
تسمي المرض باسم مكتشفه العالم الألماني ألويسيوس ألْتْسْهَيْمَر Alois Alzheimer والذي قام بوصفه وبتحديد أعراضه.
وهو مرض يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته علي التركيز والتعلم.
وقد يتطور المرض ليحدث تغييرات في شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية أو قد يصاب بالهلوسة أو بحالات من الجنون المؤقت.
ولا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض الخطير إلا أن الأبحاث في هذا المجال تتقدم من عام لآخر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.
كما أثبتت الأبحاث أن العناية بالمريض والوقوف بجانبه تؤدي إلي أفضل النتائج مع الأدوية المتاحة.
1- فقدان للذاكرة:
فيفقد المريض القدرة علي التعرف علي الأماكن أو الأشخاص (فلا يستطيع التعرف علي أولاده أو ينسي أسماءهم).
2- لا يستطيع الاهتمام بنفسه:
لأنه ينسي كيف يلبس ملابسه وكيف يستحم وكيف يمشط شعره...
3- الهلاوس:
يعاني الشخص المصاب بألزهايمر من الهلاوس والوساوس.
الهلاوس هي أن يرى الشخص أو يسمع أو يشم أو يتذوق أو يشعر بشيء غير موجود. وهي اعتقادات غير حقيقية لا يستطيع الشخص العدول عنها.
1- السن:
مما لا مجال فيه للشك أن تقدم السن هو من أكثر العوامل المشجعة لظهور المرض، حيث أن غالبية المرضى يصابون به بعد سن الخامسة والستين.
فلا يعرف العلماء بعد سببًا محددًا للمرض، بالرغم من اعتبار التقدم بالسن أحد العوامل الرئيسية المؤدية له.
2- ترسب البروتين:
وقد لوحظ لدي العلماء انه بتقدم العمر تترسب بروتينات تعرف بصفيحات بيتا المطوية داخل الخلايا العصبية المركزية بالمخ مما يؤخر وصول التيارات العصبية أو يعطلها أو يدمر المسارات نفسها.
3- الوراثة:
ويري آخرون إن للوراثة دورا في المرض حيث لوحظ أن فرصة ظهور المرض تصبح ضعفين أو ثلاثة عند الأشخاص الذين أصيب أحد والديهم أو أجدادهم أو أجداد أجدادهم بهذا المرض مقارنة بالأشخاص الطبيعيين.
4- أمراض الأوعية الدموية ونقص كمية الدم التي تصل لخلايا المخ.
5- الإصابات الخطيرة بالرأس تزيد من احتمالات ظهور المرض.
للأسف فان مريض الألزهايمر لا يمكن شفاؤه ولكن بمتابعة العلاج الدوائي وبالاهتمام بالمريض مع إحاطته بالحب والرعاية فان احتمال تدهور حالته يقل.
وقد يطول المرض لعشرة سنوات أو أكثر غير أن غالبية المرضي بهذا المرض لا تطول حياتهم.
1- ساعده في الاهتمام بنظافته الشخصية:
فقد ينسي المريض الاستحمام ويحتاج لمن يساعده في ذلك.
2- بعض مرضي الألزهايمر يفقدون التحكم في الإخراج فلا بُد من متابعته ومتابعة قدر المشروبات التي يتناولها بل وأحيانًا يحتاج لمن يساعده في خلع ملابسه والاغتسال بعد التبرز أو التبول.
3- يحتاج أيضًا مريض الألزهايمر لمن يساعده في ارتداء ملابسه.
4- عملية طهي الطعام تمر بخطوات متتالية ينساها مريض الألزهايمر مما يجعله بحاجة لمن يساعده أو يطهو له طعامه, ومن الغريب أن بعض المرضي ينسون أيضًا طريقة تناول الطعام وكيفية استخدام الملعقة والسكين والشوكة مما يجعل أهل المسن أو من يقدمون له الخدمة مضطرين لمساعدته حتى في تناول الطعام.
5- من الضروري أن نمنع مريض الألزهايمر من النوم الكثير أثناء النهار لأنه وبسبب المرض يعاني من اضطرابات في النوم فتجده يقلق أثناء الليل مما يزعج المقيمين معه.
6- يحتاج من يرعي مريض الألزهايمر أن يتحلي بالصبر لان المسن يسال نفس أسئلته عدة مرات متتالية لأنه ينسي ما قد يكون سمعه من لحظات.
7- قد تجد مريض الألزهايمر ملازمًا لمن يرعاه ويحاول تتبعه أينما ذهب لأنه يشعر بعدم الأمان والخوف من أن يفقد من يرعاه, في هذه الحالة يمكننا أن نجعله ينشغل بشيء يحبه مثل مشاهدة التليفزيون أو بعمل بسيط يعمله.
8- ينسي المريض أشياءه ويتهم من يرعاه بالسرقة وهنا يجب علي من يرعي المسن ألا يتضايق أو يدافع عن نفسه بل يعده بأنه سيساعده في البحث عن أشيائه المفقودة, كما ويجب علي من يرعي المسن أن يعرف أين يضع المسن مستلزماته ولا مانع من أن نعمل نسخا أخري من مفاتيحه.
9- قد يلجأ مريض الألزهايمر إلي التجوال خارج البيت وقد يضل الطريق فيكون من الضروري أن نضع معه دائما ما يدل علي هويته مثل بطاقة عليها اسمه وصورته وعنوانه وأرقام تليفونات ذويه.
10- قد تتدهور أحوال مريض الألزهايمر Alzheimer فيكتئب بشدة أو يصير عنيفًا أو يتصور أمورًا غير موجودة (الهوس والتوهم) ففي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب.
في يوم هادئ , جلس الرجل العجوز ذو الثمانين عامًا بجانب ابنه الذي لم يبلغ عامه الأربعين في حديقة المنزل. وإذ به يري عصفور كناري جميل يطير أمامهم في الحديقة فسأل العجوز ابنه: ما هذا؟
فرد عليه الآخر وهو لا يزال يقرأ في الصحيفة الممسك بها:
أنه عصفورًا.. عصفور كناري.
وبعد برهة من الصمت, عاد العجوز وسأل ابنه: ما هذا؟
فرد الابن مندهشًا: أنه عصفور كناري, ألم تسمعني منذ برهة؟
واستمر في قراءة صحيفته غير مهتم.
صمتا الاثنان لبعض الوقت, وعاد الأب يسأل ابنه مشيرًا هذه المرة إلى عصفور كناري آخر أخذ يطير بجانبهم: ما هذا؟؟
فتحول الابن عن الصحيفة ناظرًا لوالده في دهشة:
لقد قلت لك انه عصفور كناري.
سكت الأب بدون أن ينظر إلى ابنه وظل يفكر لبعض الوقت ثم عاد ليسأل ابنه للمرة الرابعة: ما هذا؟؟
ألقى الابن الصحيفة التي كان يقرأها وأخذ يصرخ:
إنه عصفورًا كناري.... عصفور كناري ألا تفهم؟؟ إنه عصفورًا كناري.. صمت الأب ونظر إلى الأرض ثم دخل إلى المنزل وعاد وبيده كراسة قديمة جدًا مفتوحة على صفحة معينة وأعطاها لأبنه وهو يقول:
اقرأ... بصوت مسموع... أخذ الابن الكراسة وقرأ:
اليوم كان ابني الذي لم يبلغ عامه الثالث بعد يلعب في الحديقة وعندما رأي عصفور كناري يطير هنا وهناك سألني: أبي.. ما هذا؟؟
فأجبت: انه عصفورا كناري.. ألا ترى انه جميل جدًا؟ ولم تمضى خمس دقائق حتى جاء إلى وسألني: أبي... ما هذا؟؟؟
فأخذت أقبله وأنا أقول له: انه عصفور كناري.. أليس جميًلا؟؟
استمر يسألني نفس السؤال أربعة وعشرون مرة وفي كل مرة كنت اقبله وأقول له نفس الإجابة... لم اشعر أبدا بالمضايقة إنما كنت سعيدا في كل مرة أجيبه فيها وأرى ابتسامته العذبة فاقبله واحتضنه في كل مرة, أغلق الابن الكراسة ونظر لأبيه الذي كان ينظر لأبنه بنفس تلك الابتسامة.. وبكل الحب احتضن الابن والده العجوز وهو يقول:
أنا آسف يا أبي... أنت تعلم كم احبك.. أنا آسف.
لقد وددت أن اكتب تعليقًا بسيطًا على هذا المشهد ولكني في النهاية فضلت أن أترك لكل منا أن يفكر...
ويشعر كم يحب والديه.. إن الوالدين عند الكبر يحتاجان إلى الحب أكثر من الأطفال.. فتذكر هذا المشهد لتعرف كم تحبهم..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-raphael-nasr/elders/alzheimer.html
تقصير الرابط:
tak.la/6a487sn