 |
نفخ الله في أنف آدم نسمة الحياة. وبدأ الإنسان وبدأت معه قصة عشق مزدوج بين الله والإنسان إلى أن قطعتها الحية. فتسللت محبة غريبة لقلب الإنسان وتغرب عن الله وضاع العشق والحياة من الإنسان، إلا أنه ناحية الله لم يبرد هذا العشق. فحاول الله أن يتكلم مع الإنسان من جديد عبر الخليقة كلها، عبر السماوات التي تحدث بمجد الله والفَلَك الذي يخبر بعمل يديه، بالحيوان وبالنبات. ثم كلمه الله عن طريق الوصايا والأنبياء، وكل هذا لم يشعل في الإنسان العشق والحياة. فجاء الله نفسه الذي نفخ النفخة الأولى، ثم نفخها مجددًا ولكن هذه المرة مثبتًا إياها في الإنسان، حتى لا تفارقه الحياة بل تملأه بحضرة الله فيه، فأصبح الإنسان هيكل لله وروح الله ساكن فيه.
وعن النفخة الأولى التي كانت في رأس الخليقة، فإن آبائنا القديسون الملتحفين بالروح القدس لم يقفوا أمام الحرف المكتوب؛ بأن هذه النفخة هي نسمة حياة الإنسان، بل رأوا أن الله وضع ذاته في الإنسان ونفخ فيه روحه القدوس لكي يخلق نفس الإنسان العاقلة، وهذه النفس تصير محلًا للروح القدس، وهذا العقل يستمد عقلانيته من الإتحاد بالكلمة.
أما عن أهمية هذا الموضوع، فهو مدخل رئيسي لشرح الخلاص بنهج أرثوذكسي. فالله خلق الإنسان لكي يحيا، والإنسان هو الذي رفض الحياة بمحض إرادته الحرة، وأدرك النتيجة، أنه موتًا يموت. فما هي تلك الحياة وما هو ذلك الموت؟ إن التعريف السليم لهم يقود للتعريف السليم للحياة الأبدية التي هي أن يعرف الإنسانُ خالقه الآب والابن والروح القدس الذي له المجد دائمًا.
ليجعل إلهنا هذا الكتيب سبب بركة لكل من يقرأه بصلوات صاحب القداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني وشريكه في الخدمة الرسولية أبينا الأسقف المكرم الأنبا هرمينا.
3 نسئ 1735 -7 سبتمبر 2019
تذكار رئيس الملائكة الجليل روفائيل
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-pakhomius-marcos/breath-of-life/introduction.html
تقصير الرابط:
tak.la/b75zfgv
