الفصل الثامن والعشرون: 1 | 2 | 3 | 4 | 5
أما هذه الحقيقة الشاذة(*) فيجب امتحانها بالاختبار. وعلى الذين يشكّون فيها أن يصيروا مسيحيين.
1- هل هذا برهان تافه على ضعف الموت؟ أم هذا إيضاح ضئيل للنصرة التي نالها المُخَلِّص عليه، إن كان الشبان والشابات الذين في المسيح يحتقرون هذه الحياة ويرحبون بالموت؟
2- فالإنسان بطبيعته يرهب الموت، ويفزع من انحلال الجسد. ولكن المدهش جدًا أن من يتقلد الإيمان بالصليب يحتقر حتى ما هو مفزع بالطبيعة، ولا يرهب الموت إكرامًا للمسيح.
3- النار بطبيعتها مُحْرِقَة. فكما أنه أن قال إنسان هنالك مادة لا تخشى قوة النار المحرقة، بل بالعكس تبرهن أنها ضعيفة -كما يقول الهنود عن الإسبستوس- ولم يصدق أي شخص هذه الرواية، فما عليه إن أراد أن يختبرها إلا أن يأتي بهذه المادة ويضعها في النار، ليتأكد من الضعف الذي نُسب إلى النار(83).
4- أو إن أراد إنسان أن يرى الظالم قد أوثق، فما عليه إلا أن يذهب إلى مملكة ومنطقة قاهرة ومذللة، فيرى ذلك الظالم المفزع للآخرين قد تذلل وصار ضعيفًا، هكذا أيضًا إن وجد هنالك شخص مرتاب، حتى بعد تلك البراهين الكثيرة، وبعد استشهاد تلك الجماهير الغفيرة في المسيح، وبعد الاستهزاء بالموت الذي يبدو كل يوم مِمَّن تلألأوا في المسيح، إن كان عقله لا يزال يشك في أن الموت قد أُبطل وأُبيد، فحسنًا يفعل إن كان يدهش من أمر عظيم كهذا، ولكن يجب أن لا يصر على عناده في شكوكه، ولا يقسي قلبه ويغلق بصيرته أمام أمر واضح كهذا.
5- بل كما أن الشخص الذي لديه مادة الإسبستوس هو الذي يدرك أن النار لا تقوى عليها، وكما أن من يريد أن يرى الظالم العاتي قد تذلل وأوثق يذهب إلى مملكة مذللة، كذلك ليس على من يشك في حقيقة غلبة الموت، إلا أن يقبل إيمان المسيح، وينتقل إلى تعاليمه، فيتحقق من ضعف الموت ومن غلبته. فكثيرون مِمَّن كانوا غارقين في شكوكهم مستهزئين آمنوا فيما بعد، فاحتقروا الموت لدرجة أنهم استشهدوا من أجل المسيح.
← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
(*) توضيح من الموقع: أي الفريدة من نوعها.
_____
(83) أو “ليتأكد من ضعف النار أمام مادة الإسبستوس” كبعض الترجمات الأخرى.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/victory-over-death.html
تقصير الرابط:
tak.la/vk8txbg