الفصل السابع والعشرون: 1 | 2 | 3 | 4
التغير الذي أتمه الصليب في علاقة بالموت بالإنسان.
1- فإن كان كل تلاميذ المسيح يحتقرون الموت، ويتحدونه، ولا يعودون بعد يخشونه، بل بعلامة الصليب، وبالإيمان بالمسيح يدوسونه كميت، كان هذا برهانًا غير يسير، بل بالحري بينة واضحة، على أن الموت قد أُبيد، وأن الصليب صارت النصرة عليه، وأنه لم يعد له سلطان، بل مات موتًا حقيقيًا.
2- فقديمًا -قبل الظهور الإلهي للمخلص- كان الموت مرعبًا حتى للقديسين(81)، وكان الكل ينوحون على الأموات كأنهم هلكوا. أما الآن، وقد أقام المُخَلِّص جسده، لم يعد الموت مرعبًا بعد، لأن كل الذين يؤمنون بالمسيح يدوسونه كأنه لا شيء، ويفضلون أن يموتوا عن أن ينكروا إيمانهم بالمسيح. لأنهم يعلمون يقينًا أنهم عندما يموتون لا يهلكون، بل يبدأون الحياة فعلًا، ويصبحون عديمي الفساد بفضل القيامة.
3- أما ذلك الشيطان، الذي بخبثه فرح بالموت قديمًا، فإنه الآن، إذ انحلت أوجاعه، قد بقى هو الوحيد الميت موتًا حقيقيًا. والدليل على ذلك أن الناس قبل أن يؤمنوا بالمسيح يرون الموت مفزعًا ومرعبًا، ويجبنون أمامه. ولكنهم عندما ينتقلون إلى إيمان المسيح وتعاليمه، يحتقرون الموت احتقارًا عظيمًا، لدرجة أنهم يسارعون إليه، ويصيرون شهودًا للقيامة التي انتصر بها المُخَلِّص عليه. وبينما تراهم لا يزالون في عنفوان الشباب، إذا بهم يسارعون إلى الموت، لا الرجال فقط، بل النساء أيضًا، ويدربون أنفسهم بأنظمة جسدية للجهاد ضده. ووصل الضعف بالشيطان لدرجة أن النساء أنفسهن، اللواتي قد خدعن قديمًا، يهزأن به الآن كميت وَمُنْحَل القوى.
4- وكما أنه عندما يُغلب الظالم أمام ملك حقيقي، وتوثق يداه ورجلاه، يصبح هزأة لدى كل من يمر به، ويُحتقر ويُزدرى به، ولا يعود أحد يخشى غضبه أو وحشيته، بسبب الملك الذي ظفر به، كذلك الموت أيضًا إذ قهره المُخَلِّص وشهر به على الصليب، وأوثق يديه ورجليه، فإن كل الذين هم في المسيح يدوسونه إذ يمرون به، ويهزأون به شاهدين للمسيح، ويسخرون منه مرددين ما قيل عنه في القديم “أين غلبتك يا موت، أين شوكتك يا هاوية(82)“.
← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
_____
(81) انظر (مزمور 55: 4، 89: 47، أيوب 18: 14).
(82) “أين شوكتك يا موت، أين غلبتك يا هاوية” (1 كورنثوس 15: 55، هوشع 13: 14).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/cross.html
تقصير الرابط:
tak.la/f389da2